تحذيرات وزير الخارجية الإسرائيلي حول البرنامج النووي الإيراني
حذر وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، في تصريحات جديدة من أن الوقت ينفد لوقف البرنامج النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن “الخيار العسكري” قد يصبح ضروريًا إذا استمرت طهران في سعيها لامتلاك أسلحة نووية. وقد جاءت تصريحاته خلال مقابلة مع صحيفة “بوليتيكو” في بروكسل يوم الأربعاء 28 مارس/آذار، حيث أكد ساعر أن إيران قد قامت بتخصيب ما يكفي من اليورانيوم لصنع “عدة قنابل نووية”، وهو ما يثير قلقًا بالغًا بالنسبة لإسرائيل والمجتمع الدولي.
الموقف الإسرائيلي من البرنامج النووي الإيراني:
وأشار ساعر إلى أن إسرائيل لا تملك الكثير من الوقت لتجنب هذا التهديد، معتبرًا أن مسار الدبلوماسية الذي تتبعه تل أبيب قد لا يكون له نجاح كبير في الوقت الحالي. وأكد أن “الاحتمالات ليست عالية جدًا” لنجاح المفاوضات، مضيفًا أنه في حال فشل المجتمع الدولي في منع إيران من تطوير سلاح نووي، فإن ذلك سيمثل “كارثة” لأمن إسرائيل وسيشكل تهديدًا للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
ضرورة الخيار العسكري:
وفي هذا السياق، قال ساعر إنه يجب أن يكون هناك خيار عسكري موثوق على الطاولة لوقف البرنامج النووي الإيراني قبل أن يتحول إلى سلاح نووي. وأضاف أن فشل إسرائيل في اتخاذ خطوات فعالة سيؤدي إلى “منافسة نووية” في الشرق الأوسط تشمل دولًا مثل مصر والسعودية وتركيا، وهو ما سيزيد من تفاقم الأوضاع الأمنية في المنطقة.
التدخل الإيراني في الضفة الغربية:
كما أشار ساعر إلى أن طهران تواصل محاولاتها لزيادة التوترات في الضفة الغربية من خلال ضخ الأموال والأسلحة إلى هناك، في خطوة وصفها بأنها تهديد متزايد لإسرائيل. وقال: “إننا نواجه الآن جهدًا هائلًا من جانب إيران لتأجيج التوترات في الضفة الغربية عبر تقديم الدعم المالي والعسكري لهذه المناطق”.
الضغط الدولي والضغط على إيران:
وفيما يتعلق بالضغط الدولي، أشار ساعر إلى أن إسرائيل تسعى للحصول على دعم الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لزيادة الضغوط على إيران. وفي وقت سابق، نقلت صحيفة “نيويورك بوست” عن ترامب قوله إنه يفضل التوصل إلى اتفاق مع إيران، لكنه مستعد لاتخاذ خطوات حاسمة إذا لزم الأمر.
الخطة العسكرية الإسرائيلية:
على الصعيد العسكري، أوردت تقارير صحفية أن إسرائيل تدرس خطة لشن هجمات استباقية على المنشآت النووية الإيرانية، خاصة منشآتي فوردو ونطنز. ووفقًا لتقارير من الاستخبارات الأمريكية، قد تقوم إسرائيل بمهاجمة المنشآت الإيرانية في الأشهر المقبلة لتأخير تقدم البرنامج النووي الإيراني، ربما لبضعة أسابيع أو أشهر.
الاستعدادات الإيرانية:
في المقابل، أبدت السلطات الإيرانية استعدادها لمواجهة أي هجوم محتمل، حيث نشرت أنظمة دفاع جوي جديدة حول منشآتها النووية والصاروخية في محاولة لتعزيز قدراتها الدفاعية. وبحسب مصادر إيرانية، فإن السلطات في طهران على أتم الاستعداد لمواجهة هجوم إسرائيلي أو أمريكي، وقد تكون المنشآت النووية في حالة تأهب قصوى كل ليلة.
التصعيد في “الحرب الخفية”:
يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه التوترات بين إيران وإسرائيل في ظل ما يعرف بـ”الحرب الخفية” المستمرة بين البلدين، والتي شهدت استهداف إيران للمصالح الإسرائيلية من خلال وكلائها مثل حماس وحزب الله، بينما قامت إسرائيل بشن هجمات عسكرية واغتيالات ضد المسؤولين الإيرانيين.
القلق الدولي:
وفي هذا الإطار، أكدت وكالة بلومبرج أن القلق بشأن هجوم إسرائيلي آخر على إيران قد تزايد في ضوء التصريحات الأخيرة لترامب ولإدارة بايدن، ما أدى إلى زيادة تعزيز إيران لدفاعاتها الجوية تحسبًا لأي تهديد.
السيناريو العسكري:
ومع تصاعد الأزمة، يبقى السؤال الأبرز: هل ستتمكن إسرائيل من تجنب السيناريو العسكري، أم ستضطر إلى اتخاذ خطوات حاسمة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي؟