تصريحات رئيس الموساد الإسرائيلي حول إيران وحزب الله
أكد رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنيا، في تصريحات هامة خلال المؤتمر السنوي لمعهد إسرائيل لدراسات الأمن القومي، أن إيران تسعى لتدمير الشعب اليهودي، مشيرًا إلى أن إسرائيل لن تسمح بذلك، بل سيحدث العكس تمامًا. كما كشف برنيا عن تفاصيل جديدة حول عملية تفجير مئات من أجهزة الاستدعاء التابعة لحزب الله اللبناني.
التصريحات حول التهديد الإيراني:
في خطابه، أشار برنيا إلى التاريخ القديم من كتاب “سفر أستير” في التوراة، والذي يروي قصة محاولة إبادة اليهود في عهد الملك أحشويروش في إيران القديمة، قائلًا: “قبل أكثر من ألفي عام، تم وضع خطة لتدمير وإبادة جميع اليهود في يوم واحد”. وأضاف أن إيران اليوم تسعى لتحقيق نفس الهدف.
وتابع: “عشية عيد المساخر أقول إننا لن نسمح بحدوث هذا الأمر، ولن تتحقق هذه الخطة أبدًا، بل سيحدث العكس”.
التصعيد بين إسرائيل وإيران:
تعتبر هذه التصريحات بمثابة تأكيد على التصعيد بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي دخلت في مرحلة جديدة من الصراع بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول. كما تأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث أكد قادة الحرس الثوري الإيراني في الأسابيع الأخيرة أن إيران مستعدة لمهاجمة إسرائيل مرة أخرى، وسط تهديدات بتنفيذ عملية “وعد الحقيقة 3”.
خطة إسرائيلية لتفجير أجهزة استدعاء حزب الله:
من جهة أخرى، كشف برنيا عن تفاصيل عملية تفجير أجهزة الاستدعاء التابعة لحزب الله، التي تم تنفيذها في لبنان في وقت سابق. وقد حصل رئيس الموساد على جائزة هذا العام تقديرًا للنجاح الكبير الذي حققته العملية، والتي كانت بمثابة اختراق استخباراتي عميق من قبل إسرائيل.
وأوضح برنيا أن عملية تفجير أجهزة الاستدعاء كانت نتيجة لسنوات من التخطيط والمراقبة المتواصلة لشبكات حزب الله في لبنان. وقال إن الهدف من العملية كان “إضعاف معنويات حزب الله” وضرب البنية التحتية التي تعتمد عليها المنظمة، مشيرًا إلى أن النصر في الحروب لا يُقاس بعدد القتلى، بل بمعنويات الأطراف المشاركة.
تفاصيل العملية:
وأشار رئيس الموساد إلى أن العملية بدأت في أواخر عام 2022، عندما تم تأسيس أول بنية تحتية لأجهزة الاستدعاء، حيث وصلت أول شحنة مكونة من 500 جهاز إلى لبنان قبل أسابيع من هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول. وفي سبتمبر/أيلول، تم تنفيذ العملية التي أسفرت عن تفجير آلاف الأجهزة، ما أسفر عن مقتل 39 شخصًا وإصابة أكثر من 3400 آخرين.
وكشف برنيا أن عملية التسلل إلى شبكات حزب الله اللوجستية والإمدادية كان لها دور كبير في نجاح المهمة، حيث تم تصميم أجهزة الاستدعاء بحيث تحتوي على مواد متفجرة مخفية لا يمكن اكتشافها حتى تحت التفتيش بالأشعة السينية. وقد تم التلاعب بالأجهزة بشكل دقيق بحيث تتفجر في اللحظة التي يمسك فيها المستخدم بالجهاز لفحصه.
استعدادات إيران وتوترات مع إسرائيل:
في سياق متصل، أفادت تقارير صحفية، بما في ذلك من صحيفة “التلغراف” البريطانية، أن إيران وضعت منشآتها النووية في حالة تأهب قصوى بسبب مخاوف من هجوم محتمل من إسرائيل أو الولايات المتحدة. ووفقًا لهذه التقارير، فإن إيران قامت بنشر أنظمة دفاع جوي جديدة حول مواقعها النووية والصاروخية لتعزيز دفاعاتها ضد أي هجوم محتمل.
تأتي هذه التحركات في وقت حساس في ظل التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، والتي باتت تهدد بتفجر صراع شامل في المنطقة.