في تقرير نشرته مجلة “يسرائيل هيوم” يوم الخميس 27 فبراير 2025، كشفت عن أن إسرائيل تواجه فرصة استراتيجية قد تكون تاريخية تتعلق بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، في وقت يشهد تطورات مثيرة للقلق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
تحليل الوضع: تزايد التهديد الإيراني والتنسيق الدولي
وفقاً للمجلة، فإن قضايا مثل إضعاف حزب الله اللبناني وتدمير الدفاعات الجوية الإيرانية، بالإضافة إلى التنسيق بين إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وضعت إسرائيل على حافة اتخاذ قرار مصيري بشأن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
في هذا السياق، أكد التقرير أن الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية لمهاجمة إيران تتزايد على الرغم من التحديات المرتبطة بالحرب القائمة مع حماس.
هذه الاستعدادات تشمل تدريبات معقدة شملت الهجوم على إيران والحوثيين في اليمن، ما أعطى القوات الإسرائيلية خبرة عملية لمهام مشابهة.
لكن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية سيكون أكثر تعقيداً من الهجمات السابقة، حيث سيتطلب تنسيقًا معقدًا بين إسرائيل والكيانات الأجنبية وكذلك استخدام أسلحة متطورة وطائرات ذات حجم كبير.
إضعاف حزب الله وتدمير الدفاعات الجوية الإيرانية:
من بين العوامل التي عززت فرص الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، يشير التقرير إلى الضربات الإسرائيلية الثقيلة على حزب الله اللبناني، الذي كان يشكل درعًا دفاعيًا للمنشآت النووية الإيرانية. كما أن تدمير أربعة أنظمة دفاع صاروخي إيرانية من طراز إس-300 في الهجوم الإسرائيلي في نوفمبر الماضي قد أتاح الفرصة لضرب المنشآت النووية الإيرانية بشكل أكبر.
دور دونالد ترامب وتطورات دعم التحرك العسكري
نقطة أخرى أشار إليها التقرير هي وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، الذي لم يستبعد في وقت سابق خيار الهجوم العسكري على إيران.
ويضيف التقرير أن المسؤولين الأمريكيين، مثل مستشار الأمن القومي مايكل والتز، أكدوا أن جميع الخيارات بما فيها الخيار العسكري ستظل مطروحة للتعامل مع طهران.
إلى جانب ذلك، أظهرت استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة دعمًا واسعًا من المواطنين لتنفيذ ضربات استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
مخاوف متزايدة من التسارع في التخصيب
التقرير أشار أيضًا إلى أن التوقيت الحالي يمثل فرصة ملحة للتحرك العسكري، حيث لوحظت تطورات خطيرة في البرنامج النووي الإيراني.
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، في مقابلة مع صحيفة بوليتيكو، حذر من أن الوقت ينفد لوقف البرنامج النووي الإيراني وأن “الخيار العسكري” قد يصبح ضروريًا لمنع تحوله إلى سلاح نووي.
في نفس السياق، حذر رافائيل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، من التقدم السريع للبرنامج النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن الجمهورية الإسلامية قد تمكنت من زيادة احتياطياتها من اليورانيوم عالي التخصيب بشكل كبير في الأشهر الأخيرة. وقد أظهرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الجديد أن هذه الزيادة قد تؤدي إلى امتلاك إيران ما يكفي من المواد النووية لتطوير ست قنابل نووية في حال استمر هذا الاتجاه.
التحذيرات الدولية وتزايد الضغوط على طهران
في ضوء هذه التطورات، تواصل إسرائيل الضغط على الولايات المتحدة لزيادة الضغوط على إيران، حيث تسعى للحصول على دعمها لمواجهة التحديات التي يفرضها البرنامج النووي الإيراني.
يزداد قلق المجتمع الدولي حيال قدرة إيران على الوصول إلى سلاح نووي في المستقبل القريب، مما يجعل الخيار العسكري يبرز كأداة محتملة لإيقاف هذا التقدم.
معركة من أجل المستقبل النووي الإيراني
يُعتبر التوقيت الحالي بمثابة مفترق طرق بالنسبة لإسرائيل وحلفائها في المنطقة.
مع تزايد القلق الدولي من تقدم البرنامج النووي الإيراني، قد تجد إسرائيل نفسها أمام قرار استراتيجي مصيري حول توجيه ضربة استباقية لمنشآت إيران النووية.
هذه الخطوة، رغم تعقيداتها العسكرية والدبلوماسية، قد تظل الخيار الأخير لوقف تقدم إيران نحو امتلاك أسلحة نووية.










