احتجاجات في مصياف بسوريا بعد اعتداءات على المقامات الشيعية الإسماعيلية
تاريخ الحدث: 27 فبراير 2025
شهدت مدينة مصياف في محافظة حماة بسوريا يوم 27 فبراير 2025 احتجاجات واسعة عقب اعتداءات مسلحة على المقامات الشيعية الإسماعيلية في المدينة. هذا الهجوم، الذي أسفر عن تدمير بعض المقامات، جاء ليزيد من التوترات الطائفية في المنطقة، ويزيد من حدة الاحتقان الشعبي في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي تعيشها سوريا.
تُعتبر مصياف معقلاً تاريخياً للطائفة الإسماعيلية في سوريا، حيث يشكلون 40% من سكان المدينة البالغ عددهم 75 ألف نسمة.
تفاصيل الحادث
في صباح يوم 27 فبراير، قام مسلحون مجهولون باقتحام المقامات الشيعية الإسماعيلية في مدينة مصياف. قام المعتدون بتدمير أجزاء من الأضرحة الشيعية التي تحظى بقدسية كبيرة لدى أتباع الطائفة الإسماعيلية. الهجوم تم باستخدام أسلحة نارية، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الأشخاص في محيط المقامات، في حين فر البعض الآخر من المنطقة.
الاحتجاجات
على إثر هذه الاعتداءات، اندلعت احتجاجات شعبية في مدينة مصياف. شارك فيها العشرات من المواطنين، الذين خرجوا في مسيرات عارمة مطالبين بالقصاص من المسؤولين عن الهجوم. وردد المحتجون من أبناء الطائفة الشيعية الإسماعيلية هتافات تطالب بـ”حماية المقدسات”، فيما اصطدم المحتجون بقوات الأمن التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم.
الاحتجاجات شملت دعوات لوقف تدهور الأوضاع الطائفية في سوريا وضرورة حماية المواقع الدينية للطوائف المختلفة.
الرد الأمني
قوات الأمن المحلية، التابعة لسلطة أحمد الشرع، قامت بتطويق المنطقة، ما أدى إلى تصاعد التوترات بين المتظاهرين وقوات الأمن. استخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية لتفريق المحتجين، ما أسفر عن وقوع إصابات بين المتظاهرين. في الوقت نفسه، تم تنفيذ حملات اعتقال واسعة استهدفت عددًا من المشاركين في الاحتجاجات، وسط إطلاق نار كثيف.
التوترات الطائفية
الاعتداء على المقامات الشيعية الإسماعيلية يأتي في وقت حساس للغاية في سوريا، حيث تواجه البلاد تصاعدًا في التوترات الطائفية بعد وصول تحرير الشام إلى السلطة في سوريا. بعد سيطرة سلطة أحمد الشرع على دمشق في 8 ديسمبر 2024، بدأت تظهر العديد من التوترات بين الطوائف المختلفة، بما في ذلك الصراعات بين السنة والشيعة، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني والإنساني في العديد من المناطق.
التداعيات المستقبلية
تعد هذه الأحداث جزءًا من سلسلة من الاعتداءات المتزايدة التي قد تشعل فتيل العنف الطائفي في سوريا. وقد تتسبب الاحتجاجات المستمرة في تفاقم الوضع الأمني في مصياف وفي باقي المناطق السورية التي تضم مكونات طائفية متعددة. وفي حال استمرار تصاعد التوترات، قد تشهد سوريا عودة للعنف الطائفي الذي من شأنه أن يعيد البلاد إلى مرحلة جديدة من عدم الاستقرار، الأمر الذي قد يتسبب في معاناة المزيد من المدنيين ويعرقل جهود المصالحة الوطنية.
أحدث التطورات في سوريا: أحداث واعتقالات وصراعات طائفية
خراب مرقية بريف طرطوس: مسلحون ملثمون يقتلون 5 مدنيين في مجزرة طائفية
في 27 فبراير 2025، شهدت قرية “خراب مرقية” بريف طرطوس مجزرة مروعة، حيث أطلق مسلحون ملثمون النار بشكل عشوائي على المدنيين مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص بينهم شخص ذو إعاقة. الهجوم جاء في سياق تصاعد التوترات الطائفية في سوريا.
إقرأ المزيدسوريا: سلطة أحمد الشرع تعتقل الإعلامي معين درغام
في 25 فبراير 2025، اعتقلت قوات الأمن التابعة لسلطة أحمد الشرع الإعلامي السوري معين درغام في سياق حملات الاعتقالات المستمرة ضد الصحفيين والنشطاء المعارضين.
إقرأ المزيددروز سوريا أمام اختبار “اليوم الواحد” الإسرائيلي
تواجه الطائفة الدرزية في سوريا تحديًا كبيرًا مع اقتراب اختبار جديد في علاقاتها مع إسرائيل، حيث يتزايد الضغط عليها في ضوء التغيرات الإقليمية والسياسية.
إقرأ المزيدمظلوم عبدي: خطاب أوجلان خطوة نحو السلام في تركيا لكنه لا يشمل “قسد”
مظلوم عبدي، القائد العسكري لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أعلن أن خطاب أوجلان الأخير يمثل خطوة نحو السلام في تركيا ولكنه لا يشمل قواته.
إقرأ المزيدالمجلس العسكري في السويداء يعلن انطلاق عمله: هل يعد نواة لتشكيل إقليم الدروز؟
المجلس العسكري في السويداء أعلن عن بدء عمله في خطوة قد تمهد لتشكيل إقليم خاص بالطائفة الدرزية في سوريا، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الوضع في المنطقة.
إقرأ المزيد