في كلمته أمام خريجي دورة ضباط في مدينة حولون، قال هاليفي: “نعتقد أن التهديد العسكري من مصر لا يشكل مصدر قلق عاجل لإسرائيل في الوقت الحالي، ولكن هذا الوضع قد يتغير في أي لحظة”. وأضاف: “نحن قلقون جدًا بشأن هذا الأمر، وعلينا أن نكون مستعدين لأي طارئ”.
وأشار هاليفي إلى القدرات العسكرية المتطورة التي يمتلكها الجيش المصري، بما في ذلك الطائرات المتقدمة، والغواصات، والصواريخ، فضلًا عن الأسطول الكبير من الدبابات والمقاتلين المشاة، مما يعقد من التقييم الإسرائيلي للوضع الأمني في المنطقة.
حدّد هاليفي ثلاثة محاور استراتيجية تثير قلق الجيش الإسرائيلي في الوقت الحالي:
- التعزيزات العسكرية في سيناء: أعرب هاليفي عن قلقه بشأن ما وصفه بـ “الانتهاكات المتكررة” لاتفاقية كامب ديفيد الموقعة عام 1979، خاصةً في المنطقة “ج” المنزوعة السلاح، في إشارة إلى تعزيزات القوات المصرية في تلك المنطقة.
- التحديث التسليحي: أشار إلى امتلاك الجيش المصري لأسلحة حديثة مثل 2094 دبابة و24 غواصة متطورة، وفقًا لتقرير المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية لعام 2024، مما يزيد من قوة الجيش المصري ويعزز مخاوف إسرائيل.
- تغيير القيادة السياسية: حذر هاليفي من أن القيادة المصرية الجديدة قد تؤدي إلى تحولات كبيرة في السياسة المصرية تجاه إسرائيل. وقال: “قد يتحول الجيش المصري إلى تهديد ملموس في أي لحظة إذا تغيرت القيادة السياسية”.
تأتي تصريحات هاليفي في وقت حساس، حيث كانت هناك تصريحات مشابهة من مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة، داني دانون، في يناير 2025. فقد تساءل دانون عن دوافع مصر لشراء معدات عسكرية متطورة مثل الغواصات والدبابات، رغم عدم وجود تهديدات مباشرة ضدها في المنطقة.
في المقابل، رد السفير المصري لدى الأمم المتحدة، أسامة عبد الخالق، على هذه المخاوف في فبراير 2025، موضحًا أن مصر، كونها دولة كبيرة وقوية في المنطقة، تحتاج إلى جيش قوي قادر على حماية أمنها القومي. وقال عبد الخالق: “مصر أول من أرسى دعائم السلام في الشرق الأوسط، وهي ملتزمة بالقضية الفلسطينية وقضية السلام كخيار استراتيجي، لكنها أيضًا قادرة على الدفاع عن أمنها القومي”.
تعد تصريحات هاليفي جزءًا من سلسلة من المخاوف الإسرائيلية المتزايدة بشأن التوسع العسكري المصري، رغم أن العلاقات بين البلدين شهدت تحسنًا بعد توقيع معاهدة السلام في 26 مارس 1979 عقب اتفاقية “كامب ديفيد” بين الجانبين. الاتفاقية أنهت حالة الحرب بين البلدين وأدت إلى تطبيع العلاقات، مع انسحاب إسرائيل الكامل من سيناء.
ورغم السلام الرسمي بين الجانبين، إلا أن المخاوف الإسرائيلية بشأن التوسع العسكري المصري تزداد مع تطور الأحداث الإقليمية، مما قد يعيد صياغة ديناميكيات الأمن في منطقة الشرق الأوسط في حال تغيرت المواقف السياسية في القاهرة.
على الرغم من أن الوضع العسكري المصري لا يشكل تهديدًا حاليًا بحسب تقييم هاليفي، فإن تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي تشير إلى التوترات الأمنية المستمرة بين إسرائيل ومصر. يبقى السؤال المطروح حول كيف ستؤثر هذه التصريحات على استقرار الأمن الإقليمي.