إسرائيل تمارس ضغوطًا على الولايات المتحدة لضمان إبقاء سوريا “ضعيفة ولامركزية”
في تقرير نشرته وكالة رويترز، أُفيد بأن إسرائيل تمارس ضغوطًا على الولايات المتحدة لضمان إبقاء سوريا “ضعيفة ولامركزية”، بما في ذلك السماح لروسيا بالحفاظ على قواعدها العسكرية في البلاد. هذا التحرك يأتي في وقت تتصاعد فيه المخاوف الإسرائيلية من النفوذ التركي المتزايد في سوريا، الذي تعتبره تهديدًا على حدودها.
الضغط الإسرائيلي على الولايات المتحدة
حسب التقرير، الذي استند إلى أربعة مصادر مطلعة، من بينهم ثلاثة أمريكيين، فإن إسرائيل تسعى إلى إبقاء سوريا في حالة ضعف وعدم استقرار، حيث ترى أن بقاء روسيا في مواقعها العسكرية في سوريا من شأنه أن يوازن النفوذ التركي المتصاعد في المنطقة. وبالنظر إلى التوترات المستمرة بين تركيا وإسرائيل، خاصة خلال حرب غزة، فإن المسؤولين الإسرائيليين يعتبرون أن القوى الإسلامية التي تدعمها أنقرة في سوريا تشكل تهديدًا مباشرًا لأمنهم القومي.
تفاصيل وجود القواعد الروسية في سوريا
روسيا تملك في سوريا قاعدة بحرية في طرطوس على الساحل السوري، بالإضافة إلى قاعدة جوية في حميميم بمحافظة اللاذقية. هذه القواعد تمثل وجودًا عسكريًا روسيًا مهمًا في منطقة الشرق الأوسط، ويُعتقد أن الحفاظ عليها يعد أداة استراتيجية لروسيا للحد من التوسع التركي ولتعزيز نفوذها في المنطقة.
الموقف الإسرائيلي من النفوذ التركي في سوريا
إسرائيل تشعر بقلق بالغ من تعاظم دور تركيا في سوريا، خاصة في ظل دعم أنقرة للمجموعات الإسلامية المسلحة التي قد تشكل تهديدًا مستقبليًا في حال استمر النفوذ التركي في سوريا. وفي هذا السياق، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات سابقة إلى نزع السلاح من مناطق الجنوب السوري في إطار سياسة إسرائيلية لاحتواء التهديدات المرتبطة بتنامي القوى الإسلامية المدعومة من تركيا.
التحديات أمام إسرائيل والولايات المتحدة
تتواصل المحادثات بين المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين حول هذا الموضوع، حيث نقل الإسرائيليون مخاوفهم بشأن صعود حكومة جديدة في سوريا تدعمها تركيا، خاصة بعد أن أعلنت بعض الجهات الدولية، مثل المملكة العربية السعودية، عن رغبتها في رفع العقوبات الغربية عن دمشق. هذا التوجه يبدو مخالفًا للمصالح الإسرائيلية، التي تسعى إلى إبقاء الوضع في سوريا متأزمًا لضمان أن لا تصبح الأراضي السورية قاعدة لمجموعات معادية لإسرائيل مثل حماس.
الاستجابة الأمريكية والرفض التركي
الولايات المتحدة لم ترد بشكل رسمي على ضغوط إسرائيل، لكن حسب مصادر رويترز، فإن مسؤولي الإدارة الأمريكية لم يظهروا حماسًا كبيرًا تجاه المقترحات الإسرائيلية. وأثارت فكرة الحفاظ على القواعد الروسية في سوريا بعض الاستغراب بين بعض المسؤولين الأمريكيين، الذين اعتبروا أن تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قد تكون ضمانة أفضل لأمن إسرائيل.
أما في الجانب التركي، فقد اعترضت أنقرة على الوجود الروسي في سوريا، مؤكدةً على مصالحها الاستراتيجية في البلاد، خصوصًا في المناطق الشمالية.
مستقبل العلاقات السورية والروسية
في هذا السياق، تتواصل الجهود الروسية للحفاظ على وجودها العسكري في سوريا، حيث ظهرت مؤخرًا تقارير عن مفاوضات بين حكومة دمشق الجديدة وموسكو حول مستقبل القواعد العسكرية الروسية. الحاكم السوري الجديد، أحمد الشرع، قال في وقت سابق إن دمشق لا ترغب في صراع مع أي دولة، بما في ذلك إسرائيل. ومع ذلك، تبقى إسرائيل قلقة بشأن تطور الأوضاع في سوريا، خصوصًا مع تحالفات الحكومة السورية الجديدة مع إيران، وهو ما يزيد من تعقيد الموقف الإقليمي.










