في تصريحاتٍ انتقدتْ بشدةَ التعاملَ الأميركيَ مع الملف الأوكراني، وصفَ السيناتورُ الديمقراطي آدم شيف، رئيسُ لجنةِ الاستخباراتِ السابق، لقاءَ الرئيسِ الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالرئيسِ الأميركي دونالد ترامب في فبراير 2025 بأنه “امتحانٌ لصلابةِ الحلفاءِ في مواجهةِ أدواتِ الضغطِ المشابهةِ لِما يُمارسُه الكرملين”. جاءَ ذلك خلالَ جلسةِ استماعٍ بمجلسِ النوابِ حولَ مستقبلِ المساعداتِ العسكريةِ لكييف، وسطَ تصاعدِ الجدلِ حولَ شروطِ واشنطنَ لِتمديدِ الدعمِ.
تفاصيل المواجهة: تهديداتٌ وصفقاتٌ “غيرُ متوازنة”
وفقاً لِشيف، فإنَّ اللقاءَ الذي عُقدَ في البيتِ الأبيضِ يومَ 28 فبراير شهدَ “محاولاتٍ لِفرضِ إملاءاتٍ تمسُّ السيادةَ الأوكرانية”، حيثُ هدّدَ ترامبُ –بحسبِ الروايةِ– بِتقليصِ الدعمِ ما لم تُوافقْ أوكرانيا على صفقةٍ لِاستغلالِ مواردِها المعدنيةِ لِصالحِ شركاتٍ أميركية. وأضافَ السيناتورُ الديمقراطي: “الخطابُ المُستخدمُ يُقلّدُ نمطَ الابتزازِ الروسيِّ الذي يعتمدُ على استغلالِ الحاجةِ الاقتصاديةِ أو الأمنيةِ لِفرضِ تنازلاتٍ سياسية”.
ردودُ الفعلِ: انقسامٌ حزبيٌّ وانشغالٌ إقليميٌّ
أثارتْ تصريحاتُ شيفِ ردودَ فعلٍ متباينةً داخلَ أروقةِ الكونغرس، حيثُ هاجمَها النوابُ الجمهوريون باعتبارِها “محاولةً لِتسييسِ الدبلوماسيةِ”، بينما أيدّها ديمقراطيون آخرون كَخطوةٍ لِكشفِ “مخاطرِ انفرادِ الإدارةِ بقرارِ المساعداتِ”. من جهةٍ أخرى، التقطتْ وسائلُ إعلامٍ عربيةٌ الإشارةَ إلى “التكتيكاتِ الروسية”، حيثُ علّقَ مراسلُ “سكاي نيوز عربية” بالقولِ: “المقارنةُ تفتحُ البابَ أمامَ تساؤلاتٍ عن مدى تشابُهِ الأدواتِ بين خصومِ واشنطنَ وحلفائِها”.
خلفيةُ الأزمةِ: أموالُ المساعداتِ وشروطُها الخفيةُ
ترجعُ جذورُ التصعيدِ إلى إعلانِ ترامبَ في يناير 2025 عن نيّتِه ربطَ جزءٍ من الحزمةِ العسكريةِ البالغةِ 60 مليارَ دولارٍ بِ”ضماناتٍ استثماريةٍ” لأميركا، وهو ما نفتهْ الإدارةُ لاحقاً دونَ إعطاءِ تفاصيلَ. مصادرُ مقرّبةٌ من البيتِ الأبيضِ أفادتْ لـ”الحرة” بأنَّ زيلينسكي واجهَ خلالَ اللقاءِ “تلميحاتٍ بضرورةِ مراجعةِ أوكرانيا لِتحالفاتِها الإقليميةِ”، في إشارةٍ مُحتملةٍ إلى تعاونِ كييفَ معَ دولٍ آسيويةٍ في مشاريعَ بنيةٍ تحتيةٍ.
تداعياتٌ محتملةٌ: اختبارٌ لِحدودِ التحالفِ الغربي
يُحذّرُ محللون مِن أنَّ الموقفَ الأميركيَّ قد يُضعفُ الموقفَ التفاوضيَّ الأوكرانيَّ معَ روسيا، خاصةً معَ تصاعدِ الحديثِ عن مفاوضاتٍ مُحتملةٍ لِتجميدِ الصراعِ. مِن ناحيةٍ أخرى، يرى خبراءُ أنَّ مقارنةَ شيفِ تهدفُ إلى تسليطِ الضوءِ على “تناقضاتِ السياسةِ الخارجيةِ الأميركيةِ” في التعاملِ معَ ملفّاتِ الحلفاءِ مقابلَ الخصومِ.
بينما لم يصدرْ تعليقٌ رسميٌّ من السفارةِ الأوكرانيةِ بواشنطن، تُتابعُ العواصمُ الأوروبيةُ التطوراتِ بِقلقٍ، في ظلِّ مخاوفَ مِن انعكاساتِها على التضامنِ الغربيِّ المُتهالكِ أصلاً. الجهودُ الأميركيةُ لِإعادةِ تعريفِ أولوياتِ التحالفاتِ تُواجهُ اختباراً مصيرياً معَ تصاعدِ الأصواتِ الداعيةِ إلى مراجعةِ شاملةٍ لِأسسِ الشراكةِ الأطلسيةِ.