في الذكرى الخامسة لتوقيع “اتفاق الدوحة” بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، أعلن المتحدث باسم حكومة طالبان في كابل، ذبيح الله مجاهد، أن الاتفاق الذي تم توقيعه في 29 فبراير 2020 قد انتهت مدته الزمنية ولم يعد ملزمًا للأطراف.
في تصريح نشر في مقطع فيديو، أكد مجاهد أن حكومة طالبان الآن “لديها نظام حكومي خاص بها” وأن الاتفاق لن يمضي قدمًا بناءً على هذه المعطيات. كما أشار إلى أن بعض بنود الاتفاق قد تم تنفيذها، لكنه اتهم الولايات المتحدة بعدم الوفاء ببعض التزاماتها، مثل إنهاء قائمة العقوبات واتخاذ خطوات إيجابية للتعامل مع أفغانستان.
أبرز بنود اتفاق الدوحة:
- انسحاب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان في غضون 14 شهرًا.
- خفض الولايات المتحدة قواتها في أفغانستان إلى 8600 جندي خلال 135 يومًا من تاريخ توقيع الاتفاق.
- سحب الولايات المتحدة وحلفائها والتحالف جميع قواتهم من 5 قواعد عسكرية خلال 135 يومًا.
- إزالة العقوبات الأمريكية عن أفراد طالبان بحلول 27 أغسطس 2020.
- إطلاق سراح ما يصل إلى 5 آلاف سجين من طالبان، وما يصل إلى ألف من سجناء الطرف الآخر بحلول 10 مارس 2020.
ومع ذلك، لم يتم تنفيذ بنود الاتفاق بشكل كامل، إذ لم يتم إحراز تقدم كبير في الحوار بين الأطراف الأفغانية، كما أن الحكومة الانتقالية التي كان من المقرر أن تتشكل لم ترَ النور أبدًا. في الوقت ذاته، استمر التصعيد في النزاع الداخلي، وبرزت انتهاكات متبادلة بين طالبان والولايات المتحدة.
انتقادات متبادلة:
- اتهمت الولايات المتحدة طالبان بعدم الوفاء بالتزاماتها، خصوصًا في ما يتعلق بإنهاء دعمها للجماعات الإرهابية.
- ردت حكومة طالبان باتهام الولايات المتحدة بعدم الوفاء بالتزاماتها، خصوصًا في ما يتعلق برفع العقوبات المفروضة على الحركة والاعتراف الدولي بحكومتها.
الذكرى الخامسة: تداعيات إقليمية ودولية
يأتي تصريح ذبيح الله مجاهد بشأن انتهاء صلاحية الاتفاق في وقت حساس، حيث يشهد العالم تصاعد النقاشات حول الاعتراف المحدود بحكومة طالبان، خاصة بعد أن منعت عدة دول الاعتراف بها رسميًا.
في هذا السياق، تكثفت التقارير عن مفاوضات سرية برعاية عمانية بين طالبان والعديد من الأطراف الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة، لإيجاد مخرج دبلوماسي للأزمة الأفغانية.
الآراء المتباينة حول نتائج الاتفاق:
تختلف الآراء بين المواطنين الأفغان حول نتائج اتفاق الدوحة. ففي حين يعتبر بعضهم أن الاتفاق ساهم في إنهاء حرب استمرت لعقود، وفتح الطريق لإنهاء الوجود العسكري الأجنبي في أفغانستان، يعتقد آخرون أن الاتفاق لم يحقق تطلعاتهم السياسية والاجتماعية، خاصة مع تدهور حقوق النساء والأقليات في ظل حكم طالبان، وتفاقم الأزمة الإنسانية.
مستقبل العلاقات الأمريكية-طالبان:
فيما يخص مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وطالبان، لا يزال الوضع غامضًا. على الرغم من التصريحات المتبادلة بشأن التزام الطرفين ببنود الاتفاق، لا يزال هناك تباين في المواقف حول سبل تعزيز العلاقات.
في الوقت الذي ترفض فيه معظم الدول الاعتراف بحكومة طالبان، يظل المجتمع الدولي حذرًا من التعامل معها بشكل رسمي.
في المجمل، يبقى “اتفاق الدوحة” نقطة تحول في تاريخ العلاقات الأمريكية-الأفغانية، لكن نجاحه أو فشله يعتمد على القدرة على معالجة القضايا السياسية والأمنية والإنسانية التي لا تزال تؤرق أفغانستان، وتحقيق تقدم حقيقي في تنفيذ بنود الاتفاق التي لم تكتمل حتى اليوم.