تقرير عن اللقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض
في لقاء وصفه البعض بـ “العاصفة”، التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، ما أسفر عن مشادة كلامية حادة بين الزعيمين، وهو ما أثار ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية الأمريكية.
من جانب، سارع عدد من المشرعين الديمقراطيين إلى إدانة التصرفات التي وقعت أثناء الاجتماع، حيث وجهوا اتهامات إلى الرئيس ترامب ونائبه جي دي فانس بتقويض دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا والعمل لصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. واعتبر زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، السيناتور الديمقراطي تشاك شومر، أن المشادة بين الرئيسين لم تكن سوى “تنفيذ لأوامر بوتين”، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يعكس انحيازًا غير مقبول لروسيا على حساب المصالح الأمريكية والأوكرانية.
ورأى السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي أن المشهد كان “محزناً ومحرجاً جداً لأميركا”، بينما وصف السيناتور روبن جاليجو ما جرى بـ “العار”، في إشارة إلى أن المشادة تهدد سمعة الولايات المتحدة في الساحة الدولية. من جهته، كتب السيناتور الديمقراطي بريان شاتز عبر منصة “إكس”: “عار.. عار.. عار”، في تعبيره عن استيائه الشديد من تصرفات الرئيس الأمريكي.
كما هاجم السيناتور شيلدون وايتهاوس الرئيس الأمريكي ونائبه، متهمًا إياهما بأنهما “دمى تحركها يد بوتين”. وعلق النائب الديمقراطي بريندان بويل قائلاً: “اليوم كان يوماً عظيماً لفلاديمير بوتين”، في إشارة إلى تأثير المشادة على علاقة أمريكا بدول أخرى، خاصة روسيا.
من جانب آخر، رفضت السيناتور الديمقراطية آمي كلوبوشار تصريحات جي دي فانس، التي اتهم فيها زيلينسكي بعدم إظهار الامتنان الكافي للولايات المتحدة، مؤكدةً أن الرئيس الأوكراني قد شكر أمريكا مرات عدة، سواء علنًا أو في الاجتماعات الخاصة.
أما النائب الديمقراطي آدم شيف فقد وصف الحدث بأنه “انعكاس لتباين حاد في القيادة”، مضيفًا عبر منصة “إكس”: “بطل وجبان يلتقيان في المكتب البيضاوي اليوم.. وعند انتهاء الاجتماع، سيعود البطل إلى أوكرانيا”.
في المقابل، دافع المشرعون الجمهوريون عن الرئيس ترامب، معتبرين أن المشادة كانت “وقفة ضرورية ضد الاعتماد المفرط على الدول الأجنبية”. واحتفى السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، في لقاء مع شبكة FOX NEWS، بالرئيس الأمريكي، قائلاً: “لم أكن فخوراً بالرئيس ترمب أكثر من أي وقت مضى؛ لأنه أظهر للشعب الأمريكي والعالم أنه لا ينبغي الاستخفاف بهذا الرجل”.
وأضاف أن ترامب يسعى إلى “التوصل إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب”، معتبرًا أن “زيلينسكي شعر بالحاجة لاستفزاز ترمب في المكتب البيضاوي”.
ويعكس هذا اللقاء التباين الكبير في المواقف بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري بشأن التعامل مع الأزمة الأوكرانية، حيث يرى الديمقراطيون ضرورة دعم أوكرانيا بكل الوسائل الممكنة، بينما يعبر الجمهوريون عن ضرورة الحد من التدخلات الأمريكية في النزاعات الخارجية.