الهدف من الاجتماع هو التوصل إلى اتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، إلى جانب وضع خطة لبدء هدنة إنسانية.
تفاصيل النداء ودعوته للهدنة
دعا حمدوك في نداء مصور بثته منصات تحالف صمود الإعلامية، إلى عقد هذا الاجتماع بهدف الاتفاق على تدابير بناء الثقة، التي تتضمن إنشاء آليات مراقبة فعالة لوقف إطلاق النار، بما في ذلك نشر بعثة سلام إقليمية ودولية، وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود السودانية والمناطق المتأثرة.
كما شدد على ضرورة ضمان حرية الحركة للمدنيين في كافة أرجاء السودان، وإنشاء مناطق آمنة خالية من الأنشطة العسكرية. وأكد على أهمية وقف التصعيد الإعلامي بين الأطراف المتنازعة وإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين.
حظر توريد الأسلحة والتعامل مع الوضع الإنساني
في إطار جهوده لتقليص أمد النزاع، طالب حمدوك كافة الأطراف الإقليمية والدولية بالامتناع عن أي أفعال قد تطيل أمد الحرب، بما في ذلك فرض حظر شامل على توريد السلاح لجميع أطراف النزاع، وضمان تجفيف موارد تمويل الحرب.
كما دعا إلى تنظيم مؤتمر دولي للمانحين لسد فجوة تمويل الاحتياجات الإنسانية، وفقاً لخطة الاستجابة الأممية التي حددتها الأمم المتحدة.
دعوته لعملية سلام شاملة
أضاف حمدوك أن العملية السلمية الشاملة التي يدعو إليها يجب أن تكون بقيادة سودانية، وتهدف إلى إيجاد حل سياسي مستدام يعالج جذور الأزمة. وحدد ثلاثة مسارات متكاملة لتحقيق هذا الهدف:
- المسار الإنساني: إيصال المساعدات وحماية المدنيين.
- المسار العسكري: الاتفاق على وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية الدائمة بناءً على اتفاق جدة.
- المسار السياسي: إطلاق حوار وطني شامل يهدف إلى معالجة جذور الأزمة وإرساء سلام مستدام.
وأوضح حمدوك أن النتائج المرجوة من هذه العملية السلمية هي وقف دائم لإطلاق النار، اتفاق سلام شامل، وترتيبات دستورية انتقالية تحقق توافقاً واسعاً بين الأطراف السودانية، مع استعادة مسار ثورة ديسمبر في الانتقال المدني الديمقراطي.
مراحل تنفيذ العملية وضرورة تشكيل سلطة مدنية
وأكد حمدوك على ضرورة تشكيل سلطة مدنية انتقالية ذات صلاحيات كاملة، تقود البلاد نحو الانتخابات وتصفية آثار الحرب، مع السعي إلى إعادة إعمار السودان وبناء مؤسسات الدولة على أسس ديمقراطية. وأضاف أن هذه السلطة يجب أن تركز على إعادة بناء النظام الأمني والعسكري، بعيداً عن التدخلات السياسية والاقتصادية، مع ضمان تحقيق العدالة الانتقالية التي تحاسب على الانتهاكات وتحقق الإنصاف للضحايا.
التواصل مع الأطراف السودانية والدولية
وأشار حمدوك إلى أنه بدأ بالفعل التواصل مع الأطراف السودانية العسكرية والمدنية لمناقشة النداء الذي طرحه، بالإضافة إلى التواصل مع القوى الإقليمية والدولية لحشد الدعم لتنفيذ هذه الخطوات. وأكد أن تحالف القوى المدنية الديمقراطية سيطرح رؤية تفصيلية حول أسس إنهاء الحروب وتحقيق السلام المستدام في السودان.
تحذير من تصاعد خطاب الكراهية والمليشيات المتطرفة
فيما يتعلق بتأثيرات الحرب الراهنة، حذر حمدوك من تصاعد خطاب الكراهية والاستقطاب السياسي، والذي وصفه بأنه قد يؤدي بالبلاد إلى حافة التمزق. كما نبه إلى عمليات الحشد والتعبئة لأجل الاستقطاب المسلح ودخول المجموعات الإرهابية والمليشيات المتطرفة التي تمارس العنف باسم الجهاد، ما يهدد الأمن الإقليمي والدولي.
تحليل جذور النزاع
شدد حمدوك على أن هذه الحرب ليست مجرد صراع عسكري بين قوتين، بل هي تعبير عن اختلالات بنيوية في السودان منذ الاستقلال. وأكد أن الحل العسكري ليس هو الطريق الأمثل لإنهاء النزاع، وأن الخيار الوحيد هو وضع حد فوري للحرب عبر التوصل إلى مشروع وطني جديد يقوم على المواطنة بلا تمييز، ويؤسس لنظام مدني ديمقراطي.