التعاون العسكري بين موسكو وطهران في تطوير برامج الصواريخ
كشفت وثائق سرية حديثة عن زيارات متعددة لنخبة من خبراء الصواريخ الروس إلى منشآت إنتاج الصواريخ الإيرانية خلال عام 2024، في توقيت يتزامن مع ذروة التصعيد العسكري بين طهران وإسرائيل. تكشف هذه الوثائق عن تعاون عسكري غير مسبوق بين موسكو وطهران، يهدف إلى دعم تطوير برامج الصواريخ الباليستية الإيرانية في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة.
زيارات متتالية في توقيت حساس
وفقًا للتفاصيل التي أوردتها الوثائق، قام مجموعة من سبعة خبراء عسكريين روس بحجز رحلتين رئيسيتين إلى إيران في عام 2024، في فترات تتزامن مع تصاعد الأحداث العسكرية في المنطقة. الرحلة الأولى كانت في أبريل 2024، وتزامنت مع الضربات الجوية الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية. أما الرحلة الثانية فكانت في سبتمبر 2024، خلال فترة التصعيد البحري في بحر قزوين، وهي منطقة حساسة بالنسبة لكلا البلدين.
معلومات السفر والجوازات الرسمية
تشير سجلات السفر إلى أن هؤلاء الخبراء الروس كانوا يحملون جوازات سفر رسمية مخصصة للمهام الحكومية، والمعروفة بالرمز “20”، والتي تستخدم للمسؤولين الحكوميين العسكريين أثناء سفرهم في مهام رسمية. وفقًا للوثائق، فإن ستة من هؤلاء الخبراء حملوا جوازات سفر تبدأ بالرقم “20”، مما يشير إلى أن هؤلاء الأشخاص كانوا في مهمة رسمية تتعلق بالأعمال الحكومية.
الخبراء المشاركون في الرحلات
شملت الرحلات في أبريل 2024 أسماء بارزة مثل دينيس كالكو (48 سنة)، الذي عمل في أكاديمية وزارة الدفاع للدفاع العسكري المضاد للطائرات، وفاديم مالوف (46 سنة)، الذي كان يعمل في وحدة عسكرية مختصة بتدريب قوات الصواريخ المضادة للطائرات. كما كانت هناك أسماء أخرى مثل أندريه جوسيف (45 سنة) الذي شغل منصب نائب رئيس كلية الصواريخ والذخائر المدفعية في معهد بينزا للهندسة المدفعية، وألكسندر أنتونوف (43 سنة) الذي كان يعمل في المديرية الرئيسة للصواريخ والمدفعية بوزارة الدفاع الروسية.
أما في رحلة سبتمبر 2024، فقد تم تضمين كل من سيرغي يورتشينكو (46 سنة) وأوليغ فيدوسوف (46 سنة)، حيث تشير سجلات متعددة إلى أنهم كانوا يعملون في مجالات متقدمة تتعلق بالصواريخ والمدفعية في وزارة الدفاع الروسية.
التعاون العسكري بين موسكو وطهران
على الرغم من أن “رويترز” لم تتمكن من تحديد الأنشطة الدقيقة التي قام بها هؤلاء الخبراء في إيران، أشار مسؤول دفاعي غربي لم يرغب في الكشف عن هويته إلى أن عدداً غير محدد من خبراء الصواريخ الروس زاروا قاعدة صواريخ إيرانية تقع على بعد حوالي 15 كيلومترًا غرب ميناء أمير آباد على ساحل بحر قزوين، في سبتمبر 2024.
ويُظهر التعاون بين موسكو وطهران تحالفًا عسكريًا متزايدًا، حيث ساعدت روسيا إيران في تطوير برامج الصواريخ الباليستية، وهو ما يزيد من قلق المجتمع الدولي خاصة في ظل تصاعد التوترات في المنطقة.
الحماية من الهجمات الصاروخية
تعتبر إيران، التي تواجه تهديدات مستمرة من إسرائيل وبعض الدول الغربية، في حاجة ماسة إلى تعزيز قدراتها العسكرية الدفاعية والهجومية، بما في ذلك أنظمة الصواريخ الباليستية. في هذا السياق، يوفر التعاون مع روسيا دعمًا حيويًا في هذا المجال، حيث يمكن للخبراء الروس تقديم الخبرة التقنية والتدريب لإيران لتطوير هذه الأنظمة.
الوثائق وتوثيق الرحلات
أظهرت سجلات حجز الرحلات الجوية، التي حصلت عليها “رويترز” من مجموعة “هوشياران وطن”، وهي مجموعة معارضة إيرانية، أن الخبراء الروس سافروا بصفة كبار الشخصيات، مما يعكس أهمية هذه الزيارات بالنسبة للطرفين. كما قدمت المجموعة المعارضية معلومات تفصيلية حول حجز الرحلات، وتم التحقق من هذه المعلومات من خلال بيانات الركاب الروسية في رحلة سبتمبر.