تقرير نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس بشأن تسوية الصراع الأوكراني
تحدث نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس عن الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في تسوية الصراع الأوكراني، مؤكداً على المبادرات التي تسعى إلى التوصل إلى معاهدة سلام مع روسيا.
وتطرّق فانس إلى المواقف المختلفة بشأن استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا بعد أن أوقف الرئيس السابق دونالد ترامب المساعدات العسكرية والاقتصادية لكييف. كما أشار إلى أهمية التفاوض مع روسيا وأكد على ضرورة معالجة الأوضاع السياسية في أوكرانيا بشكل جاد.
الولايات المتحدة تعمل على معاهدة سلام مع روسيا:
أوضح جيه دي فانس أن الولايات المتحدة تسعى إلى التوصل إلى معاهدة سلام مع روسيا لحل النزاع الأوكراني. ويأتي هذا بعد أن قرر الرئيس ترامب وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وهو قرار أثار الكثير من الجدل في الساحة السياسية. ويؤكد فانس أن الوصول إلى اتفاق سلام يتطلب تقديم تنازلات من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك أوكرانيا وروسيا.
زيلينسكي سيذهب في النهاية إلى محادثات السلام:
فيما يتعلق بموقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ذكر فانس أنه لا يمكن لأوكرانيا أن تستمر في تجاهل مسار المفاوضات مع روسيا إلى الأبد. وأضاف أن زيلينسكي في نهاية المطاف سيكون مضطراً للذهاب إلى محادثات السلام، حيث لم يعد بإمكانه تجاهل ضرورة الوصول إلى تسوية سلمية.
ترامب سيكون أول من يرفع سماعة الهاتف إذا أرادت أوكرانيا التحدث عن السلام:
وأشار فانس إلى أن الرئيس السابق ترامب سيكون “أول من يرفع سماعة الهاتف” إذا أرادت أوكرانيا البدء في محادثات بشأن السلام مع روسيا. ورغم التصريحات الصارمة التي أطلقها ترامب في الماضي، يبدو أنه سيكون مستعداً للعب دور في تسهيل الحوار بين الجانبين في حال قررت أوكرانيا التحرك في هذا الاتجاه.
وأوضح فانس أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي أظهر “عدم احترام” خلال لقاء مع ترامب، خاصةً في اللحظات الأولى من الاجتماع. وقال فانس إن ترامب عانى لمدة 25 إلى 30 دقيقة بسبب الضغوط التي تعرض لها من زيلينسكي. كما أشار إلى أن زيلينسكي كان يتعامل مع ترامب بأسلوب قاسٍ، وهو ما دفع ترامب إلى الإصرار على أن يتم الاجتماع أمام الكاميرات، ليتاح للجميع رؤية التفاعل بين الزعيمين.
ضرورة قبول زيلينسكي شروط ترامب:
أكد فانس أن أوكرانيا يجب أن تتعامل بجدية مع المفاوضات، وأن زيلينسكي يجب أن يقبل شروط ترامب بشأن صفقة المعادن، وهو أحد النقاط التي اعتبرها فانس ضرورية لتحقيق تسوية سلمية مع روسيا. أوضح أن أي تحرك جاد نحو السلام يتطلب أن يكون زيلينسكي مستعدًا للتفاوض وتقديم تنازلات.
فيما يخص ضمان الأمن في أوكرانيا، قال فانس إن أفضل ضمان للأمن في المنطقة هو تحقيق مصالح اقتصادية أمريكية في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن ذلك يعد أكثر فاعلية من إرسال 20 ألف جندي أمريكي إلى البلد. وأضاف أن تعزيز المصالح الاقتصادية الأمريكية في أوكرانيا سيضمن الأمن في المنطقة ويعزز الاستقرار على المدى الطويل.
اتفاق السلام لن يسعد أحدًا:
وفي ختام تصريحاته، أكد فانس أن الاتفاق النهائي بشأن أوكرانيا لن يرضي أي طرف بشكل كامل، حيث سيكون من الضروري تقديم تنازلات من جميع الأطراف المعنية. ورغم صعوبة هذه التسوية، فإنه يعد السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام في المنطقة.
دور الأوروبيين في الضغط على زيلينسكي:
اختتم فانس بالقول إن الأوروبيين، رغم دعمهم العلني لأوكرانيا، يجب عليهم العمل سراً على إقناع زيلينسكي بضرورة إنهاء الصراع. وأضاف أن التوصل إلى تسوية سلمية يتطلب التنسيق مع الحلفاء الأوروبيين للضغط على القيادة الأوكرانية لإنهاء النزاع والتوصل إلى اتفاق مع روسيا.
خاتمة:
من الواضح أن الولايات المتحدة بصدد اتخاذ خطوات جديدة لتسوية النزاع الأوكراني، بالتوازي مع دعمها المستمر لأوكرانيا، لكن هذه الخطوات تتطلب توافر شروط سياسية وعسكرية معقدة. بينما يظل دور الرئيس السابق ترامب في هذه المسألة محوريًا، فإن الوصول إلى سلام دائم يتطلب تفاعلاً جادًا من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك أوكرانيا وروسيا وأوروبا.










