وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف يتجاهل الخطة المصرية في القمة العربية
في موقف لافت، تجاهل وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف تمامًا الإشارة إلى المقترح المصري أو ما يُسمى “الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة”، وذلك خلال كلمته أمام القادة العرب في القمة العربية الطارئة المنعقدة في القاهرة، يوم 4 مارس 2025.
وركز عطاف في كلمته على أهمية إعلاء استقلالية القرار الفلسطيني واحترامه، مشددًا على ضرورة دعم الشعب الفلسطيني وتثبيت وقف إطلاق النار لإطلاق جهود إعادة الإعمار في قطاع غزة بعد أكثر من 15 شهراً من العدوان الإسرائيلي.
وقال عطاف في كلمته التي ألقاها خلال أعمال الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة: “الجزائر تؤكد على ضرورة إعلاء استقلالية القرار الفلسطيني، لاسيما في ظل ما تجلى مؤخرًا من محاولات لتهميش الصوت الفلسطيني وتغييب دوره في الترتيبات المتعلقة بعد العدوان على غزة”.
وأضاف أن هذه الترتيبات يجب أن تُثبّت أسس القضية الفلسطينية بدلاً من أن تضعفها، داعيًا إلى إرساء معالم واضحة على درب إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وذكر وزير الخارجية الجزائري أن الجزائر ستواصل العمل على تأكيد موقفها الثابت، مشيرًا إلى أن “الجزائر لن تكون إلا طرفًا فاعلاً في هذا المسعى”.
وأوضح أن بلاده ستستمر في الاضطلاع بعهدتها العربية في مجلس الأمن الأممي، داعيًا الدول العربية إلى التكاتف في دعم القضية الفلسطينية، مؤكداً على رفض الجزائر القاطع للمخططات الرامية إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم، مشدداً على إدانتها للمحاولات اليائسة لفصل قطاع غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية.
كما أضاف عطاف أن الجزائر ترفض “المناورات الحثيثة لضم الضفة الغربية”، مؤكداً أن الجزائر ستظل داعمة للحقوق الفلسطينية في جميع المحافل الدولية.
وغاب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن المشاركة شخصيًا في أشغال القمة العربية الطارئة في القاهرة. وأفادت هذه المصادر أن قرار تبون جاء على خلفية الاختلالات والنقائص التي شابت المسار التحضيري للقمة، حيث تم احتكار هذا المسار من قبل مجموعة محدودة من الدول العربية دون تنسيق مع بقية الدول المعنية بالقضية الفلسطينية. وأكد المصدر أن الرئيس تبون أبدى استياءه من طريقة العمل التي تقوم على إشراك بعض الدول وإقصاء دول أخرى، معتبرًا أن منطق الأمور كان يقتضي تعزيز وحدة الصف العربي في مواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية.
كما أشار المصدر إلى أن الجزائر تعتبر القضية الفلسطينية مركزية بالنسبة للأمة العربية، ولا يمكن أن تقتصر على مجموعة محدودة من الدول.
وبذلك، فإن الجزائر تواصل التزامها الثابت والمبدئي تجاه القضية الفلسطينية، وترفض أي محاولات لتهميش الدور الفلسطيني في الحلول المستقبلية.