رفض الجزائر استقبال مواطن جزائري طُرد من فرنسا
رفضت السلطات الجزائرية استقبال مواطن جزائري من مواليد 1998 بعد أن تم طرده من فرنسا، ليعاد إلى باريس بعد ساعات قليلة من وصوله إلى الجزائر. الحادثة تذكّر بقضية أخرى مشابهة تخص المؤثر “دوالمن”، الذي واجه مشكلة مشابهة في الفترة الأخيرة.
وفقًا لما ذكرته صحيفة “لوفيجارو” نقلاً عن مصدر قريب من القضية، تم طرد المواطن الجزائري إلى بلده الأصلي صباح يوم الأربعاء، حيث تم نقله من مركز الاحتجاز الإداري في ميتز (موزيل) إلى مطار رواسي شارل ديغول في فرنسا، ثم تم نقله إلى الجزائر على متن طائرة. ولكن بعد وصوله، رفضت السلطات الجزائرية استقباله بسبب غياب تصريح قنصلي، مما دفعهم إلى إعادته إلى فرنسا في نفس اليوم.
ملف جنائي طويل
هذا المواطن الجزائري معروف في سجلات الشرطة الفرنسية بارتكابه عدة أعمال عنف. حيث تم إدانته في يناير 2024 بتهمة ممارسة العنف ضد زوجته بحضور قاصر، فضلاً عن تهم أخرى تتعلق بالعنف الموجه ضد ضابط شرطة في يناير من نفس العام، وهو ما أسفر عن إصدار أمر بمغادرته الأراضي الفرنسية في يناير 2024. لكن القضية لا تقتصر على هذه التهم فقط، بل تشمل أيضًا ممارسات سلوكية تعكس خطرًا على النظام العام.
التوتر بين فرنسا والجزائر
وفي ظل هذه الملابسات، أكد وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتيلو، في تصريحات له، أن فرنسا أعدت قائمة بأسماء “عدة مئات” من المواطنين الجزائريين ذوي الملفات الأمنية الخطيرة، والذين يتسببون في تهديد للأمن العام بسبب تورطهم في قضايا عنف أو تطرف، وأعرب عن أمله في أن تقوم الجزائر بقبول هؤلاء المواطنين بشكل يتماشى مع القوانين الدولية.
تعكس هذه الحادثة تصعيدًا في التوتر بين فرنسا والجزائر، خاصة بعد رفض الجزائر استقبال العديد من المواطنين الذين صدر بحقهم أمر بمغادرة الأراضي الفرنسية (OQTF). يأتي هذا التوتر في وقت حساس، حيث يسعى وزير الداخلية الفرنسي إلى تعزيز أمن البلاد من خلال مطالبة الجزائر باستعادة رعاياها الذين يشكلون تهديدًا للأمن الفرنسي، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة بين البلدين في المستقبل القريب.