غوتيريش يعرب عن دعمه للخطة العربية لإعادة إعمار غزة
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن تأييده الكامل للخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة التي اقترحتها مصر واعتمدتها القمة العربية الطارئة في القاهرة. جاء ذلك عقب مشاركته في القمة، حيث أعلن عن دعمه القوي للمبادرة التي تهدف إلى توفير الدعم اللازم لإعادة بناء غزة دون تهجير سكانها، مؤكدًا استعداد الأمم المتحدة للتعاون التام مع جميع الأطراف المعنية في هذا المسعى.
في تصريحات له عقب القمة، أشار غوتيريش إلى أن الأمم المتحدة تدعم بشكل كامل هذه المبادرة، مؤكدًا أن “لا مستقبل لغزة إلا كجزء من الدولة الفلسطينية”. وأوضح أن تعافي القطاع من آثار الحرب لن يكون ممكنًا إلا من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي واحترام القوانين الدولية، مشددًا على ضرورة وجود إطار سياسي واضح لاستعادة استقرار غزة وإعادة إعمارها.
كما أكد غوتيريش على أن أسس التعافي في غزة لا تقتصر فقط على البنية التحتية المادية مثل الإسمنت، بل تشمل أيضًا تحقيق الكرامة والاستقرار للسكان المحليين ورفض التطهير العرقي. ودعا إلى ضرورة خفض التصعيد بشكل فوري، معتبراً أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة هو “حق إنساني” يجب أن يكون خارج نطاق التفاوض، داعيًا الجميع للعمل على ضمان هذا الحق.
وقد جاءت هذه التصريحات في وقت حساس، بعد اعتماد القمة العربية الطارئة خطة مصرية لإعادة إعمار غزة بتكلفة تقدر بنحو 53 مليار دولار. تهدف الخطة إلى إعادة بناء القطاع مع تجنب تهجير الفلسطينيين، في خلاف واضح مع رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن “ريفييرا الشرق الأوسط”. وقد رحبت حركة “حماس” بالخطة وأيدت تشكيل لجنة فلسطينية مستقلة لإدارة القطاع مؤقتًا بعد انتهاء الحرب.
من جانبه، أشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القمة إلى أن الخطة ستسمح للفلسطينيين بالبقاء في الأراضي التي مزقتها الحرب، مشددًا على أن “تكنوقراطيين فلسطينيين مستقلين” سيديرون قطاع غزة مؤقتًا حتى عودة السلطة الفلسطينية. ورغم ترحيب حماس بالخطة، تبقى بعض الأسئلة حول دور “حماس” في الإدارة المستقبلية للقطاع، وكذلك كيفية تأمين المبالغ اللازمة لإعادة الإعمار، وهي قضايا لم يتم تناولها بشكل مفصل في الاقتراح المصري.
في الختام، اعتبر غوتيريش أن القمة العربية الطارئة تمثل “دلالة مهمة” على تحمل العالم مسؤولية جماعية لدعم جهود إنهاء الحرب في غزة وتخفيف المعاناة الإنسانية، مع التأكيد على أهمية ضمان السلام الدائم في المنطقة.










