تصدى أهالي مدينة رأس الحكمة المصرية، المطلة مباشرة على البحر المتوسط في محافظة مطروح، لحملة موسعة نفذتها قوات الأمن بغرض إزالة منازلهم من أجل تسليم أراضي المدينة إلى المستثمر الإماراتي، الذي يرفض البدء في أعمال تطوير المنطقة بينما يعيش البدو فيها، ويتمسك ببنود اتفاقه مع الحكومة بإخلاء المدينة من السكان.
وأعلنت مصر مشروع مدينة رأس الحكمة الجديدة في فبراير/ شباط من العام الماضي، باستثمارات قصيرة الأجل بقيمة 35 مليار دولار، منها 24 مليار دولار سيولة مباشرة سددتها الإمارات للحكومة المصرية على دفعتين، مقابل حق تطوير الأرض الواقعة على ساحل البحر المتوسط، في ما وصف وقتها بـ”أكبر صفقة استثمار مباشر” في تاريخ مصر بالشراكة مع الإمارات.
وأشرف على حملة الإزالة نائب رئيس الوزراء المصري، وزير الصناعة والنقل كامل الوزير، الذي حطم الأهالي الزجاج الخلفي لسيارته بعد رشقها بالحجارة احتجاجاً على عمليات الإزالة لمساكنهم، التي تستند إلى قرار جمهوري صدر العام الماضي بتخصيص قطعة أرض من أملاك الدولة الخاصة بمساحة 170.8 مليون متر مربع، في ناحية محافظة مطروح، لصالح هيئة المجتمعات العمرانية لاستخدامها فى إقامة مدينة رأس الحكمة الجديدة.
وأظهرت فيديوهات تداولها أهالي المدينة عبر مواقع التواصل الاجتماعي محاولة “لودر” (جرافة) هدم أحد المنازل، واصطفاف عدد من مدرعات ومصفحات الشرطة لاستكمال عملية الإزالة، تحت إشراف الوزير، ومحافظ مطروح اللواء خالد شعيب، ما دفع البعض من الأهالي إلى إلقاء الحجارة عليها، على خلفية امتلاكهم عقوداً مسجلة لملكية أراضيهم ومنازلهم بموجب الدستور والقانون.
وحسب شهود عيان، التقى كامل الوزير بعدد من أهالي مدينة رأس الحكمة، قبل أسبوعين، وأبلغهم بأن “حملة موسعة ستنفذ اعتباراً من ثاني أيام شهر رمضان لإزالة جميع المنازل في المنطقة”، وذلك للبدء في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع مدينة رأس الحكمة الجديدة على مساحة عشرة آلاف فدان.











