معركة جبلة وريف اللاذقية: تصعيد الأوضاع الأمنية في الساحل السوري
يشهد الساحل السوري، وخصوصاً في مدينتي جبلة وريف اللاذقية، معركة عنيفة بين قوات الأمن العام التابعة لسلطة أحمد الشرع، وعناصر مسلحة من العلويين يقودها قائد لواء درع الساحل، مقداد فتيحة. المعركة التي بدأت في صباح يوم الخميس 6 مارس/آذار 2025، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وما زالت الأوضاع غير مستقرة.
تفاصيل المعركة
بحسب مصادر محلية لـ “المنشر الإخباري”، تعرضت مجموعات تابعة للقوات الحكومية السورية والأمن العام لكمائن عدة في جبلة بريف اللاذقية، من قبل فلول نظام بشار الأسد، ما أسفر عن استشهاد وجرح عدد من العناصر. في هذا السياق، أكدت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن المجموعات المسلحة التي تشتبك مع القوات الأمنية في ريف اللاذقية تتبع للضابط السابق في الجيش السوري، سهيل الحسن، الذي كان يشغل منصب العقيد في جيش بشار الأسد.
الاشتباكات أسفرت عن مقتل 20 عنصراً أمنياً على الأقل، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 15 آخرين في هجمات وكمائن نفذها مسلحون موالون للأسد في بلدة جبلة وريفها. ولا تزال المواجهات المسلحة مستمرة بين قوات الأمن والمسلحين في المنطقة، ما يُعتبر تصعيدًا خطيرًا للوضع الأمني في الساحل السوري.
تدخلات عسكرية وتعزيزات
أفاد مصدر في وزارة الدفاع السورية لتلفزيون سوريا بأن الوزارة أوعزت للقوات المسلحة بدفع تعزيزات عسكرية إلى ريف اللاذقية لمواجهة المجموعات الخارجة عن القانون وإخضاعها لسلطة الدولة السورية. وأوضح المصدر أن وزارة الدفاع تدخلت كقوات رديفة لجهاز الأمن الذي يتولى مهمة مواجهة المجموعات المسلحة.
دعوات للتهدئة والتظاهر السلمي
من جهة أخرى، أصدر المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر بيانًا دعا فيه إلى الهبة السلمية في الساحات، دعمًا لأهالي قرى جبلة ولإعلاء صوت الحق في وجه ما وصفه بالظلم. وأشار البيان إلى أن التظاهر يجب أن يكون بحكمة وقوة مع الالتزام بالشعارات الوطنية وعدم المساس بالممتلكات، قائلاً: “نحن نريد حماية أهلنا”.
وأكد المجلس أنه منذ بداية الأزمة، التزموا بالحكمة وضبط النفس إيمانًا منهم بوطنهم وبالسلم الأهلي، وأنهم طالبوا مرارًا بتسليم قائمة المطلوبين وفتح المجال لدخول الوجهاء مع حملات التفتيش، لكن هذه المطالب قوبلت بالتجاهل والمماطلة، ما أدى إلى تصاعد التجاوزات وانفلات العناصر.
التصعيد في بلدة بيت عانا
بدأت شرارة التوتر في بلدة بيت عانا، مسقط رأس الضابط سهيل الحسن، بعد محاولة قوات الأمن توقيف مطلوب بتهمة تجارة السلاح، حيث تصدى أهالي البلدة لهذه الحملة الأمنية. أدى ذلك إلى اشتباك عنيف بين قوات الأمن والمسلحين، ما أسهم في تصعيد الوضع في كامل ريف اللاذقية.
الوضع الأمني المستمر
تستمر الاشتباكات العنيفة في الساحل السوري، خاصة في جبلة وريف اللاذقية، بين قوات الأمن العام والمسلحين الموالين للرئيس السابق بشار الأسد. الوضع الأمني في المنطقة لا يزال هشًا، مع تصاعد الدعوات للتظاهر السلمي من قبل المجلس الإسلامي العلوي في محاولة لتهدئة الأوضاع.
في الوقت ذاته، يبقى الأمل معلقًا على إمكانية التوصل إلى حل سياسي يخفف من حدة التوترات المستمرة في المنطقة ويضمن استقرارها.