الماسونية، تلك المنظمة السرية التي أثارت جدلًا عالميًا لأكثر من ثلاثة قرون، تظل لغزًا يثير الفضول بين مؤيديها كـ”جمعية تنويرية” وبين منتقديها كـ”ذراع خفية للسيطرة العالمية”. تعتمد في بنيتها على مراتب متدرجة وطقوس غامضة مستمدة من رموز هندسية وتوراتية
الجذور التاريخية: من نقابات البنّائين إلى “المهندسين العظمى”
النشأة الأسكتلندية: يعود أول ظهور موثق لها إلى عام 1598 في اسكتلندا كنقابة للبنائين، قبل أن تتحول إلى منظمة فلسفية مع دستور جيمس أندرسون عام 1723 الذي ربطها بسلسلة تاريخية من آدم إلى ملوك أوروبا
التوسع الأمريكي: لعب بنجامين فرانكلين دورًا محوريًا في القرن 18 بإضافة طقوس جديدة مثل مرتبة “الخبير” (Master Mason)، مما عمق الغموض حولها.
الرموز والطقوس: بين الهندسة المقدسة واتهامات “الشيطنة”
شعارات مثيرة للجدل: تُعد “العين التي ترى كل شيء” و”الزاوية القائمة والفرجار” من أبرز رموزها، والتي يُفسرها البعض كإشارات لمراقبة العالم أو حتى عبادة الشيطان
مراسم التدرج: يشهد العضو طقوسًا رمزية لـ”مُساءلة الذات” و”إعادة الميلاد الروحي” أثناء انتقاله بين المراتب الثلاث (مبتدئ، صانع، خبير)
التأثير التاريخي: من قاعات المحافل إلى ساحات الثورات
الثورة الفرنسية والأمريكية: تُتهم بكونها القوة الدافعة خلف إسقاط الأنظمة الملكية، حيث كان 9 من الموقعين على الدستور الأمريكي ماسونيين
فضيحة ويليام مورغان: كادت حادثة اغتياله عام 1826 (لإفشائه الأسرار) أن تُنهي وجودها في أمريكا، قبل أن تعود بقوة كـ”نادي للنخبة”
الاتهامات الحديثة: بين الصهيونية و”النظام العالمي الجديد”
الارتباط اليهودي: يُشير دستورها إلى “الهيكل المقدس” كرمز مركزي، بينما تتهمها تقارير إسلامية بالعمل كواجهة صهيونية لتفكيك المجتمعات الإسلامية
نظريات المؤامرة: من “بروتوكولات حكماء صهيون” إلى اتهامات بالتحكم في البنوك الدولية والإعلام، تُعتبر الماسونية القلب النابض لأغلب نظريات السيطرة العالمية
الواقع العربي: بين الوجود السري و”شبح المؤامرة”
رغم نفي المحافل الماسونية لوجودها الرسمي في العالم العربي، تشير تقارير إلى:
علاقات غير معلنة لبعض النخب السياسية والاقتصادية مع فروع أوروبية
حملات إعلامية تُصورها كعدو خفي للأمة العربية والإسلامية منذ عهد الخلافة العثمانية