تأسيس المجلس العسكري لتحرير سوريا واندلاع المعركة في الساحل السوري
أعلن العميد غياث سليمان دلا، القيادي في الفرقة الرابعة وقائد قوات الغيث، عن تأسيس “المجلس العسكري لتحرير سوريا”، وذلك مع اندلاع معارك عنيفة في الساحل السوري، وخاصة في مدينتي جبلة وريف اللاذقية. المعركة التي تجري بين قوات الأمن العام التابعة لسلطة أحمد الشرع وعناصر مسلحة من العلويين بقيادة قائد لواء درع الساحل، مقداد فتيحة، أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى في صفوف الطرفين.
إعلان تأسيس المجلس العسكري لتحرير سوريا
أعلن العميد غياث سليمان دلا في بيان رسمي حصل “المنشر الإخباري” على نسخة منه، أن “المجلس العسكري لتحرير سوريا” يهدف إلى إسقاط السلطة القائمة بقيادة أحمد الشرع، والتي وصفها دلا بأنها “نظام إرهابي جهادي متطرف” استولى على السلطة في سوريا بمساندة قوى خارجية.
وأكد المجلس العسكري لتحرير سوريا أن النظام القائم يواصل العمل وفق سياسة الأمر الواقع دون أي مسوغ قانوني أو دستوري.
وأشار دلا إلى أن تأسيس المجلس العسكري لتحرير سوريا جاء نتيجة لتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية والإنسانية في سوريا، فضلاً عن استمرار عمليات التصفيات الجسدية التي تتم وفق معايير عرقية أو عقائدية دينية.
وأضاف أن “المجلس العسكري لتحرير سوريا” يمثل إرادة الشعب السوري الوطني الحر، ويهدف إلى تحقيق أهداف عدة أهمها:
- تحرير كامل التراب السوري من جميع القوى المحتلة والإرهابية.
- حماية أرواح وممتلكات المواطنين السوريين.
- إسقاط النظام القائم وتفكيك أجهزته القمعية الطائفية.
- إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية وديمقراطية.
- توفير الظروف المناسبة لعودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم.
- إقامة دولة سورية موحدة ذات سيادة تحترم حقوق الإنسان وتضمن العدالة والمساواة لجميع أبنائها.
كما أكد دلا أن المجلس ليس طالبًا للسلطة، بل هدفه الوحيد هو تحرير سوريا وبناء مستقبل أفضل لأبنائها. ودعا جميع السوريين من مختلف الطوائف والمناطق والأعراق للانضمام إلى صفوف المجلس العسكري لتحرير سوريا.
الاشتباكات في الساحل السوري
واندلعت اشتباكات عنيفة في الساحل السوري، وتحديدًا في مدينتي جبلة وريف اللاذقية، حيث استخدمت المدفعية والطائرات المروحية في التصعيد. أسفرت المعركة عن مقتل 20 عنصرًا من قوات الأمن السورية، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 15 آخرين في هجمات وكمائن نفذها مسلحون موالون للنظام السوري في بلدة جبلة وريفها.
كما أكدت مصادر محلية أن هذه المجموعات المسلحة تتبع للضابط السابق في الجيش السوري، سهيل الحسن، الذي كان يشغل منصب العقيد في جيش بشار الأسد.
دعوات للتهدئة والتظاهر السلمي
في سياق متصل، أصدر المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر بيانًا دعا فيه إلى “الهبة السلمية” في الساحات دعماً لأهالي قرى جبلة، مطالبًا بإعلاء صوت الحق في وجه ما وصفه بـ “الظلم”. ووجه المجلس دعوات للتظاهر السلمي في ظل استمرار التصعيد العسكري في المنطقة، داعيًا المواطنين إلى التمسك بالشعارات الوطنية وعدم المساس بالممتلكات العامة.
التصعيد في بلدة بيت عانا
شرارة التوترات في بلدة بيت عانا، مسقط رأس الضابط سهيل الحسن، بدأت عندما حاولت قوات الأمن توقيف مطلوب بتهمة تجارة السلاح. تصدى أهالي البلدة لهذه الحملة الأمنية، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة مع المسلحين في المنطقة، وهو ما ساهم في تصعيد الوضع الأمني في ريف اللاذقية بشكل عام.
المجلس العسكري لتحرير سوريا: تحول في موازين القوى
يبدو أن “المجلس العسكري لتحرير سوريا” يمثل تحولًا كبيرًا في موازين القوى العسكرية في سوريا، حيث يسعى إلى توحيد القوات العسكرية المعارضة للنظام في محاولة لإحداث تغيير جذري في البلاد. وفي الوقت نفسه، يستمر التصعيد في الساحل السوري، مع سقوط العديد من الضحايا في الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن والمجموعات المسلحة.
بينما يدعو “المجلس العسكري” إلى دعم دولي لتحقيق أهدافه، تظل الأوضاع في سوريا غير مستقرة، مع تصاعد الدعوات للتظاهر السلمي والمطالبة بإنهاء العنف، وسط تساؤلات حول مستقبل هذا التحالف العسكري الجديد والفرص المتاحة لتحقيق السلام في سوريا.
