تطورات ميدانية جديدة في الساحل السوري

أعلن مقداد فتيحة، قائد لواء “درع الساحل”، عن تطورات ميدانية جديدة في المنطقة الساحلية السورية حيث أكد أن 90% من المناطق أصبحت تحت سيطرة المجموعات المسلحة التي تقودها قواته، والتي دخلت في اشتباكات مع السلطات الجديدة في الساحل السوري مساء اليوم. ويعد هذا التقدم العسكري خطوة هامة في إطار السعي لتحقيق السيطرة الكاملة على المناطق الاستراتيجية في الساحل.

التحركات العسكرية

وفي تصريحات له، قال فتيحة، الذي كان ضابطًا في الجيش السوري المنحل، إن “السيطرة على الأرض هي بنسبة 90% لمجاهدين من الساحل”. وقد أشار إلى أن هذا التقدم يعكس نجاحًا كبيرًا للمجموعات التي يقودها، والتي تصدّت لقوات النظام السوري في هذه المنطقة الحيوية.

نداء من فتيحة

في سياق متصل، وجه مقداد فتيحة نداءً إلى مختلف مكونات الشعب السوري، حيث قال: “أنتم عون لنا ونحن عون لكم”، داعيًا الجميع للانضمام إلى صفوف القتال والمشاركة في معركة الجهاد من أجل تحقيق المزيد من الانتصارات العسكرية. تعكس هذه الدعوة محاولة لتوحيد الصفوف بين مختلف الأطراف المعارضة للنظام السوري في المرحلة الراهنة.

أهداف اللواء في الساحل السوري

وكان مقداد فتيحة قد أعلن في وقت سابق عن إطلاقه عملية عسكرية تهدف إلى “إنهاء وجود جبهة النصرة” في الساحل السوري، في إشارة إلى المعركة التي يخوضها ضد قوات الحكومة السورية الجديدة التي تسيطر على بعض المناطق، والتي تضم مجموعات كانت قد تحالفت سابقًا مع جبهة النصرة.

وأكد فتيحة في مقطع مرئي نشره عبر “فيسبوك” مساء الخميس الماضي أنه اتخذ قرارًا حاسمًا بـ”إنهاء وجود جبهة النصرة” في الساحل السوري، وهو ما يعكس تصعيدًا ملحوظًا في الأهداف العسكرية للواء “درع الساحل” في مواجهة القوات المدعومة من الحكومة السورية.

الدعم والتنسيق العسكري

بحسب المصادر الأمنية، فإن بشار الأسد على علم بالتنسيق الجاري بين هذه المجموعات المسلحة، إذ يشرف هذا التعاون على تنفيذه جهات ودول خارجية. هذا التنسيق الميداني يتضمن دعمًا لوجستيًا وماليًا لضمان استمرار العمليات العسكرية.

وتستمر التقارير الواردة في التأكيد على أن المجلس العسكري بقيادة غياث دلا قد تلقى دعماً ماليًا من حزب الله اللبناني والمليشيات العراقية الموالية لإيران، مما يعكس الارتباط الوثيق لهذا المجلس بالقوى الإقليمية المعنية بالصراع السوري. في إطار التحركات العسكرية، حصل المجلس العسكري بقيادة غياث دلا على تسهيلات لوجستية من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وهي خطوة قد تعكس تعاونًا غير تقليدي بين مجموعات مختلفة في مناطق سوريا.

من هو غياث سليمان الدلا؟

أعلن الضابط البارز في الفرقة الرابعة بالجيش السوري، غياث سليمان الدلا، تأسيس “المجلس العسكري لتحرير سوريا”، بهدف إسقاط نظام أحمد الشرع، في تطور لافت على الساحة السورية. يُعتبر غياث سليمان الدلا شخصية محورية في الصراع العسكري في سوريا، وقد ارتبط اسمه بالعديد من المعارك والعمليات العسكرية الهامة التي خاضها النظام السوري ضد المعارضة.

وُلد الدلا في سوريا وبدأ مسيرته العسكرية بالانضمام إلى اللواء 42 دبابات ضمن الفرقة الرابعة. مع بداية الثورة السورية في عام 2011، شارك الدلا في العديد من الحملات العسكرية التي شنها اللواء 42 ضد المدن السورية التي انتفضت ضد النظام، مثل درايا ومعضمية الشام.

وفي 6 مارس 2025، أعلن غياث سليمان الدلا عن تأسيس “المجلس العسكري لتحرير سوريا”، الذي يهدف إلى إسقاط النظام القائم في سوريا الذي وصفه بـ”الإرهابي الجهادي المتطرف”، بالإضافة إلى العمل على “تحرير كامل التراب السوري” وإعادة بناء الدولة على أسس وطنية وديمقراطية.

تعهد الدلا في بيانه بأن المجلس لا يسعى للسلطة بل لتحرير سوريا من القوى المحتلة والإرهابية، ودعا جميع السوريين من مختلف الطوائف والمناطق إلى الانضمام إلى صفوف المجلس العسكري لتحرير سوريا.

يُعتبر غياث سليمان الدلا شخصية محورية في الصراع العسكري في سوريا، وقد ارتبط اسمه بالعديد من المعارك والعمليات العسكرية الهامة التي خاضها النظام السوري ضد المعارضة. ومن خلال تأسيسه لـ “المجلس العسكري لتحرير سوريا”، يبدو أن الدلا قد اتخذ مسارًا جديدًا في حياته العسكرية، يسعى من خلاله إلى تحدي النظام السوري الحالي ومحاولة إعادة تشكيل مستقبل سوريا من خلال التحرك العسكري والسياسي.

مزيد من المعلومات حول غياث سليمان الدلا والمجلس العسكري لتحرير سوريا