وفد مغربي إلى إسرائيل لتقديم التعازي لعائلة بيباس
كشفت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية عن وصول وفد مغربي إلى إسرائيل لتقديم التعازي لعائلة بيباس الإسرائيلية، وذلك بمبادرة من مركز “أور توراه”، وهو ما أثار موجة من الانتقادات والاستنكار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا من المغاربة أنفسهم.
وقد تم تكليف الوفد المغربي بتقديم التعازي لعائلة بيباس التي فقدت أفرادها في حادث وقع في قطاع غزة، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 19 يناير الماضي، بعد فترة من الحرب بين إسرائيل وفصائل فلسطينية. وبحسب الصحيفة العبرية، ضم الوفد عددًا من الشخصيات البارزة، من بينها محمد عبيدو، رئيس مركز السلام والتسامح في الرباط، وخالد الفتاوي، نائب رئيس بلدية مراكش السابق، وزكريا بلخيس، طالب الدكتوراه في العلاقات الدولية، إلى جانب فيصل المرجاني، رئيس جمعية “التعايش” المغربية.
وقد أثار هذا الوفد جدلًا واسعًا في المغرب، خاصة بعد تصريحات عبيدو، الذي أكد أنه جاء للتعبير عن حزنه ومساندته لعائلة بيباس، موضحًا أن “الإسلام يعلمنا قدسية الحياة”. كما أدلى فيصل المرجاني بتصريحات لاقت تفاعلًا كبيرًا، حيث تحدث عن معاداة السامية والكراهية تجاه اليهود، مشيرًا إلى أن هذه الكراهية بدأت منذ عصور قديمة، وتستمر اليوم في ظل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
من جانبه، استنكر العديد من المغاربة زيارة هذا الوفد، معتبرين أن هؤلاء الأشخاص لا يمثلون الشعب المغربي، خاصة وأن أغلبهم من اليهود المغاربة، الأمر الذي أثار تساؤلات عن الدوافع وراء هذه الزيارة. وعلّق آخرون على تناقض موقف المغاربة اليهود الذين غالبًا ما يتضامنون مع القضية الفلسطينية في الوقت الذي يدعم فيه هؤلاء الأفراد الصهيونية.
كما عبّر آخرون عن استغرابهم من تأييد بعض المغاربة للصهيونية والاعتراف بحق “إسرائيل” في الوجود، وهو ما يتناقض مع مواقف العديد من المغاربة الذين يواصلون دعمهم لحقوق الفلسطينيين. واعتبر البعض أن دعم هذه الفئة للسياسات الإسرائيلية يثير الانقسام في المجتمع المغربي.
وتُظهر هذه الحادثة مدى التوترات في الرأي العام المغربي حول التطبيع مع “إسرائيل” وعلاقة هذا الموضوع بالقضية الفلسطينية، وسط دعوات لتوحيد المواقف تجاه القضايا العادلة في المنطقة.