وفاة إيمان دياب تثير جدلاً حول ضغوط النظام التعليمي في مصر
أثارت وفاة الطالبة إيمان دياب بالفرقة الخامسة بكلية الطب جامعة المنوفية، جراء نزيف حاد في المخ عقب امتحان وصفه زملاؤها بـ”التعجيزي”، موجة من الحزن والجدل حول ضغوط النظام التعليمي. مع تحقيقات رسمية جارية، تبرز تساؤلات عاجلة حول تداعيات الضغوط النفسية في البيئات الأكاديمية، حيث تؤكد مصادر جامعية أن لجنة خاصة تفحص ظروف الحادث بدقة.
من قاعة الامتحان إلى العناية المركزة
تشير روايات زملاء إيمان إلى أن الأزمة بدأت أثناء امتحان مادة الأنف والأذن والحنجرة في 8 مارس 2025، حيث واجهت الطلاب أسئلة معقدة تجاوزت المنهج الدراسي، وفقا لشهادة 45 طالبا قدموا شكوى رسمية عبر اتحاد الطلاب. خلال الامتحان، لاحظ الزملاء أن إيمان بدت شاحبة الوجه وتشتكي من صداع حاد، لكنها أكملت الاختبار قبل أن تنقل إلى مستشفى جامعة المنوفية حيث شخصت إصابتها بنزيف دماغي متعدد البؤر.
“كانت إيمان تبكي لساعات بعد خروجها من الامتحان، ثم توقفت عن الكلام تماما لمدة 72 ساعة قبل أن تفقد الوعي”، كما روى أحد أصدقائها المقربين.
تحقيقات جامعية: بين الشفافية والمحاسبة
أعلنت إدارة الكلية تشكيل لجنة ثلاثية برئاسة وكيل الكلية للتعليم، تضم ممثلين عن نقابة الأطباء ووزارة التعليم العالي، لمراجعة أوراق الامتحان المثير للجدل وتحليل مقاطع المراقبة المصورة داخل القاعة. كما طالبت النيابة الإدارية بإفادات مفصلة من أعضاء هيئة التدريس حول سلوكياتهم أثناء الاختبار، في خطوة تعتبر غير مسبوقة في تاريخ الجامعة.
في بيان رسمي نشر على الموقع الإلكتروني للجامعة، أكد الدكتور محمود عبدالعال عميد الكلية أن “جميع الإجراءات تخضع لمعايير الجودة الدولية”، مشيرا إلى التعاون مع خبراء من منظمة الصحة العالمية لتقييم الضغوط النفسية على الطلاب. ومع ذلك، يطالب اتحاد طلاب مصر بتدخل رئاسي لإعادة هيكلة نظام التقييم بالكليات العملية.
ذاكرة الأهل: بين التفوق الدراسي والفراق
في شهادة مؤثرة على فيسبوك، استذكر شقيق إيمان، محمود دياب، مسيرتها الأكاديمية المتميزة: “حصلت على 98.8% في الثانوية العامة، وكانت تحلم بأن تصير أول طبيبة في عائلتنا”. كما كشف عن مفارقة مأساوية بأن شقيقته كانت تخطط لتقديم بحث علمي عن السكتات الدماغية عند الشباب قبل أسبوع من وفاتها.
“شيلتها بيدي يوم ولادتها.. وشيلتها بيدي يوم وداعتها”، كتب محمود في تغريدة viral نشرت أكثر من 50 ألف مرة خلال 24 ساعة.
صدمة مجتمعية وإعادة تقييم لسياسات التعليم
أثار الحادث نقاشا واسعا على منصات التواصل، حيث تجاوزت وسمات #ضغط_الامتحانات_يقتل 2 مليون تفاعل. يطالب نشطاء بتعديل لوائح التقييم، بينما يقترح خبراء تربويون إدخال مقررات في إدارة الضغوط ضمن متطلبات التخرج.
أعلن اتحاد طلاب دفعة 40 بكلية الطب جامعة المنوفية، استنكاره الشديد ورفضه القاطع لما وصفه بـ المعاملة غير الإنسانية والتعسفية، التي تعرض لها طلاب الدفعة خلال امتحان مادة الأنف والأذن والحنجرة. وأكد الطلاب أن الامتحان لم يكن مجرد اختبار أكاديمي، بل مثل استهدافا مباشرا لهم بطرق غير مهنية، مما تسبب في أذى نفسي وعصبي شديد للعديد من الزملاء، وأدى إلى تداعيات صحية خطيرة لزميلتهم الدكتورة إيمان دياب، التي ظلت تعاني لأكثر من شهر قبل أن تفارق الحياة.
وأكد الطلاب أن ما حدث يمثل إخفاقا خطيرا في تحمل المسؤولية التعليمية والأخلاقية، مطالبين بتحقيق شفاف ومستقل لكشف ملابسات الواقعة ومحاسبة المتسببين فيها.










