أهداف المناورات المشتركة
بحسب بيان وزارة الدفاع الصينية، تهدف المناورات إلى تعزيز الثقة العسكرية المتبادلة بين القوات البحرية للدول الثلاث المشاركة وتطوير التعاون العملي في مجالات متنوعة. من بين الأنشطة المخطط لها: استهداف الأهداف البحرية، تفتيش السفن ومصادرتها، السيطرة على الأضرار، وعمليات البحث والإنقاذ المشتركة.
في سياق مشابه، أفادت وكالة تسنيم للأنباء المقربة من الحرس الثوري الإيراني بأن المناورات ستُجرى في منطقة شمال المحيط الهندي بمشاركة مراقبين من عدة دول، منها أذربيجان، جنوب أفريقيا، عمان، كازاخستان، باكستان، قطر، العراق، الإمارات وسريلانكا.
مشاركة “أدريان داريا 1” في المناورات
يعتقد أن الناقلة الإيرانية العملاقة “أدريان داريا 1″، المعروفة سابقًا باسم “غريس 1″، ستكون جزءًا من “أسطول الظل” التابع للجمهورية الإسلامية. يشير هذا إلى استمرار التعاون العسكري البحري بين إيران والدول المشاركة في المناورات، وخاصة فيما يتعلق بتأمين حركة الملاحة البحرية في المنطقة.
دوافع سياسية وإقليمية
تأتي هذه المناورات في وقت حساس، حيث تصاعدت التوترات بين إيران والولايات المتحدة بعد رفض الزعيم الإيراني التفاوض بشأن البرنامج النووي. في الوقت ذاته، تسعى كل من روسيا والصين إلى تعزيز علاقاتهما العسكرية مع إيران في إطار المنافسة الجيوسياسية المتزايدة مع الغرب. تدرك روسيا أيضًا أهمية التعاون مع إيران في ظل احتياجاتها المستمرة للأسلحة والطائرات بدون طيار في صراعها مع أوكرانيا.
كما تأتي التدريبات المشتركة بعد أسبوع من إجراء مناورات جوية بين القوات الجوية الإسرائيلية والأميركية، والتي كانت تهدف إلى الاستعداد لمواجهة محتملة ضد برنامج إيران النووي. هذه التطورات تثير مخاوف من تصعيد عسكري في المنطقة، خاصة مع تصريحات دونالد ترامب التي تشير إلى إمكانية حل القضية النووية الإيرانية من خلال الوسائل العسكرية.
التعاون العسكري المستمر بين الصين وإيران وروسيا
منذ عام 2019، تشهد المنطقة تدريبات بحرية سنوية مشتركة بين الصين وإيران وروسيا، معظمها تم إجراؤه في مضيق هرمز الاستراتيجي، وهو ممر حيوي لنقل النفط. وقد كان هذا المضيق محل تهديدات من قبل السلطات الإيرانية بإغلاقه خلال فترات التوترات السابقة مع الغرب. ومن المرجح أن تكون هذه المناورات جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد لتوثيق التعاون العسكري وتعزيز الأمن في المنطقة.
الآفاق المستقبلية
بينما تتزايد التوترات بين القوى الكبرى في العالم، يواصل محور الصين وإيران وروسيا تعزيز روابطه العسكرية، مما يشكل تحديًا للغرب، خاصة في ظل الأزمة الحالية في أوكرانيا وتحديات الشرق الأوسط المستمرة. وقد وصف كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين من حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة وبريطانيا هذا التعاون بين هذه الدول بأنه تهديد جاد، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.
يظل من غير الواضح كيف ستؤثر هذه التحركات العسكرية على السياسة الأمريكية تجاه إيران، خصوصًا مع تصريحات دونالد ترامب التي تشير إلى أن الحل العسكري قد يكون هو الخيار النهائي في مواجهة طهران.