تصريحات المبعوث الأمريكي بشأن البرنامج النووي الإيراني
قال آدم بيولر، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي لشؤون الرهائن، يوم الأحد 9 مارس/آذار، إن الولايات المتحدة يمكن أن تساعد إسرائيل في تدمير البرنامج النووي الإيراني، مشيرًا إلى أنه “لن يكون من الصعب” تنفيذ ذلك. وأضاف في مقابلة مع قناة فوكس نيوز: “ربما ينبغي علينا أن نفعل هذا”، في إشارة إلى الخطوات التي قد تتخذها واشنطن لدعم إسرائيل في مواجهة تهديدات البرنامج النووي الإيراني.
تصريحات بيولر جاءت بعد ساعات من دعوة السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي البارز، إلى وقف كامل لأنشطة التخصيب النووي في إيران، وإزالة اليورانيوم عالي التخصيب من البلاد. وفي مقابلة مع فوكس نيوز، عبر غراهام عن قلقه العميق إزاء الأنشطة النووية الإيرانية، محذرًا من أن السماح لإيران بالحصول على أسلحة نووية سيكون “الأكثر زعزعة للاستقرار” في العالم. كما أضاف أن الجمهورية الإسلامية تمتلك ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% لإنتاج ست قنابل نووية.
وأشار غراهام إلى أن التخصيب بنسبة 60% لا يتناسب مع أي غرض مدني، حيث أن التخصيب على هذا المستوى يستخدم فقط لأغراض عسكرية. وأكد أن أي “اتفاق جيد” مع إيران يجب أن يتضمن وقف التخصيب وإزالة كل اليورانيوم عالي التخصيب من البلاد، داعيًا إلى التوصل إلى مثل هذا الاتفاق “سريعًا” لمنع إيران من امتلاك القدرة على بناء قنبلة نووية.
وفي وقت سابق، أعلن رافائيل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في الرابع من مارس/آذار، أن إيران قد زادت مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% إلى 275 كيلوغرامًا، مما يزيد من القلق الدولي حول نوايا إيران النووية. واعتبر جروسي أن إيران هي الدولة الوحيدة غير النووية التي قامت بتخصيب اليورانيوم إلى هذا الحد، وهو أمر “يدعو إلى القلق الشديد”.
في الوقت نفسه، أثار زعيم إيران، علي خامنئي، مسألة المفاوضات المحتملة مع الولايات المتحدة في لقاء مع مسؤولين إيرانيين في 8 مارس/آذار، مؤكدًا أن توقعات المفاوضات “لن تتحقق بالتأكيد من قبل إيران”. ردًا على ذلك، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الرئيس ترامب ملتزم بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي وأبدى استعداده للتفاوض إذا كان النظام الإيراني مستعدًا لذلك. ولكن في حالة رفض إيران، أكد المتحدث أن “حملة الضغوط القصوى” ستستمر.
منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، أحييت الإدارة الأمريكية سياسة “الضغط الأقصى” ضد إيران، داعية إلى اتفاق شامل يتضمن التزام إيران بتقليص أنشطتها النووية. في المقابل، يواصل علي خامنئي رفض أي مفاوضات مع الولايات المتحدة، حيث يصر على أن إيران لن تتفاوض تحت الضغوط الأمريكية.
وفي هذا السياق، حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 7 مارس/آذار من أن الخيارات المتاحة للتعامل مع إيران هي “التوصل إلى اتفاق” أو “العمل العسكري”. كما وصف ترامب الوضع بأنه وصل إلى “لحظات حاسمة” في العلاقات مع إيران، معربًا عن أمله في التوصل إلى سلام، إلا أنه لم يستبعد اتخاذ إجراءات أخرى.
تصريحات ترامب تأتي في وقت حساس، حيث يعاني الاقتصاد الإيراني من تدهور مستمر نتيجة العقوبات الدولية والضغوط الخارجية. من جانبها، أكدت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل مرارًا على أنهما لن تسمحا لإيران بامتلاك أسلحة نووية، مما يعزز التوترات في المنطقة ويزيد من المخاوف بشأن التصعيد العسكري المحتمل.










