الأزمة الأمنية في جنوب السودان وتأثيرها على الحدود السودانية
تعيش دولة جنوب السودان حالة من الفوضى بعد أن تمكنت مليشيا “الجيش الأبيض” من السيطرة على مدينة الناصر، ما أسفر عن مقتل قائد الجيش في عملية إجلاء عبر الأمم المتحدة. هذه الأحداث تزيد من القلق بشأن إمكانية اندلاع حرب أهلية جديدة، بعد فترة من الاستقرار النسبي في الدولة التي انفصلت عن السودان في 2011.
وتخشى السلطات السودانية من أن يؤدي تدهور الأوضاع الأمنية في جوبا إلى تدفق موجات من اللاجئين عبر الحدود إلى ولاية النيل الأبيض، وهو ما دفع حكومة الولاية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير الأمن والرصد المستمر للحدود.
إجراءات السلطات السودانية لمتابعة تدفقات اللاجئين
وفقا لتعميم صحفي أصدرته حكومة ولاية النيل الأبيض، فقد عقدت لجنة أمن الولاية اجتماعا برئاسة الوالي عمر الخليفة عبد الله، حيث تم توجيه الجهات المعنية بوضع خطة طوارئ لمتابعة حركة اللاجئين المحتملين عبر معابر الولاية الحدودية مع دولة جنوب السودان. وتشمل هذه المعابر معابر جودة والمقينص وأم كويكة.
وقال عماد مصطفى أحمد، مساعد معتمد شؤون اللاجئين بالنيل الأبيض، إن اللجنة الأمنية استمعت لتقرير مفصل عن الأوضاع في جنوب السودان، وقررت مراقبة حركة اللاجئين المحتملين بشكل دقيق. وأكد أن معتمدية اللاجئين بدأت في مخاطبة كافة الجهات ذات الصلة لضمان وضع التدابير اللازمة لاستقبال اللاجئين وتنظيم عمليات الإغاثة.
عدد اللاجئين الجنوبيين في السودان
وذكر تقرير مفوضية شؤون اللاجئين أن السودان يستضيف حاليا 613 ألف لاجئ من جنوب السودان، يعيش منهم 411 ألفًا في ولاية النيل الأبيض، في حين يتم توزيع باقي اللاجئين على الولايات الأخرى مثل ولاية الجزيرة التي تستضيف نحو 5,500 لاجئ.
وفي هذا السياق، أعلنت حكومة ولاية الجزيرة عن بدء عملية ترحيل نحو 3 آلاف لاجئ من جنوب السودان إلى نقطة حدودية تمهيدًا لإعادتهم إلى بلادهم، ضمن جهود التنسيق بين الحكومة السودانية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.