تظاهرات اللاجئين في قاعدة حميميم الروسية ونداءات المجتمع الدولي
تظاهر الآلاف من اللاجئين في قاعدة حميميم الروسية على خلفية التصفيات العرقية والجرائم التي طالت أبناء الطائفة العلوية في الساحل السوري. ورفع المتظاهرون شعارات احتجاجية ضد عمليات التصفية العرقية التي نفذتها مجموعات مسلحة، مطالبين بحماية دولية، وخاصة في ظل تدهور الوضع الأمني في المنطقة، حيث طالت عمليات القتل المئات من الأبرياء.
كما عبّر المتظاهرون عن رفضهم العودة إلى منازلهم رغم محاولات بعض الجهات المحلية التي تكفلت بتوفير الحماية لهم، مؤكدين أن تواجدهم في القاعدة الروسية يعد أضمن لهم من العودة إلى مناطقهم المهددة بالخطر.
الدعوات الدولية من الأمم المتحدة والدول الغربية إلى تحرك عاجل
في إطار التصعيد الحاصل في المنطقة، طالب دبلوماسيون من الولايات المتحدة وروسيا بعقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي لمناقشة تصاعد أعمال العنف في سوريا. وكشفت “رويترز” عن أن هذا الطلب جاء بعد تصاعد الاشتباكات في منطقة الساحل السوري والتي أسفرت عن مقتل المئات من المدنيين.
وفي هذا السياق، صرح وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أنه ناقش مع وزير خارجية سلطة دمشق الوضع الأمني المتدهور في سوريا، وأكد أن باريس ستسعى لمعاقبة المسؤولين عن أعمال العنف ضد المدنيين في المنطقة. وفي رد فعل مماثل، أكدت إيران أن الهجمات ضد المكونات السورية لا مبرر لها، مشددة على ضرورة وقف هذه الأعمال فورًا.
دعوات للعدالة وحماية المدنيين
من جانبه، حث وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، سلطات دمشق على محاسبة “الإرهابيين المتطرفين” الذين نفذوا عمليات القتل في الساحل السوري، مؤكداً أن واشنطن تقف إلى جانب حماية المكونات الدينية والعرقية في سوريا.
وفي تصريح آخر، أكد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، أن على سلطات دمشق ضمان حماية جميع السوريين وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الهجمات، مطالبًا بوضع مسار واضح للعدالة. أما ألمانيا، فقد عبرت عن صدمتها تجاه التقارير التي تشير إلى عمليات قتل جماعي في المنطقة، ودعت دمشق إلى اتخاذ إجراءات لوقف الهجمات.
منظمة الأمم المتحدة تعرب عن قلقها
أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن قلقه العميق من تقارير مقلقة تشير إلى مقتل أسر بأكملها، بما في ذلك نساء وأطفال، في أعمال تصفية طائفية في الساحل السوري. وأشار إلى أن هناك العديد من التقارير التي تفيد بعمليات إعدام جماعي استهدفت المدنيين على أساس طائفي.
المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق مقتل 973 مدنيًا خلال الأيام الأخيرة، معظمهم تم تصفيتهم بدم بارد، فيما أكدت العديد من المنظمات الدولية أن الوضع الإنساني في المنطقة يتفاقم بشكل خطير.
ختامًا
يعكس هذا التصعيد في العنف في الساحل السوري أزمة إنسانية متفاقمة، وينذر بزيادة التعقيد في الصراع السوري، مما يتطلب تدخلًا دوليًا عاجلًا لحماية المدنيين وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.