شيرين عبادي تدعو لإعلان الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية
الأربعاء 12 مارس/آذار، دعت شيرين عبادي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام ورئيسة مركز المدافعين عن حقوق الإنسان، الحكومات العالمية إلى اتخاذ إجراءات منسقة على مستوى العالم لإعلان الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية. جاء هذا التصريح في أعقاب الاعترافات الأخيرة التي أدلى بها محسن رفيق دوست، المسؤول السابق في الحرس الثوري الإيراني.
وفي برقيتها، أشارت السيدة عبادي إلى الوثائق والاعترافات التي قدمها رفيق دوست، الذي اعترف بتورط الحرس الثوري في العديد من الاغتيالات السياسية. ودعت عبادي الحكومات الأوروبية إلى اتخاذ قرار حاسم لمواجهة هذه المنظمة، معتبرة أن الجمهورية الإسلامية “لا تتردد في قتل معارضيها”، سواء في الداخل أو الخارج.
وأكدت عبادي أن “الحكومة الإيرانية تستهدف معارضيها، سواء في الشوارع أو السجون في إيران أو في الخارج”، مستنكرة موقف الحكومة الإيرانية التي حاولت التقليل من حجم تصريحات رفيق دوست، مدعية أنها “نتيجة مشاكل عقلية” له. وأضافت أنه لا يوجد “إنسان طبيعي” يمكنه الدفاع عن قتل المعارضين.
وفي رد فعل على تصريحات رفيق دوست التي أشار فيها إلى اغتيالات لعدد من الشخصيات البارزة، أكدت عبادي أن الاعترافات لم تكن مفاجئة للشعب الإيراني، حيث يعاني الشعب من الفساد الاقتصادي وجرائم الحرس الثوري الإيراني منذ سنوات. ودعت إلى تحرك حاسم من قبل الحكومات الغربية التي كانت “صامتة” عن هذه الجرائم لفترة طويلة، مما سمح لهذا النهج القمعي بالاستمرار.
كما ألقت عبادي باللوم على صمت الحكومات الغربية في انتشار هذه الجرائم، مؤكدة أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات منسقة على المستوى الدولي، معتبرة أن الحرس الثوري يشكل تهديدًا للأمن والحرية في المنطقة.
من جانب آخر، اعترف محسن رفيق دوست، الذي كان يشغل منصب مسؤول في الحرس الثوري حتى وقت لاحق، في مقابلة مع “إيران ووتش” بدوره في تنظيم وتنفيذ عمليات اغتيال ضد شخصيات معارضة. ومن بين الشخصيات التي تم ذكرها في تصريحاته، كان شابور بختيار، وغلام علي أويسي، وفريدون فرخزاد، وشهريار شفيق، الذي كان نجل أشرف بهلوي.
وأشار رفيق دوست إلى أن الاغتيالات كانت جزءًا من “سياسات الحكومة الإيرانية” في مواجهة معارضيها، وأوضح كيف تم تمويل هذه العمليات باستخدام أعضاء من الجماعات الانفصالية في دول أخرى مثل إسبانيا. وقال إنه كان “قائدًا” لهذه الهجمات.
وفي وقت لاحق، زعم مكتب رفيق دوست أن تصريحاته قد تكون غير موثوقة بسبب عملية جراحية خضع لها في الدماغ، مما أدى إلى مضاعفات أثرت على ذاكرته. واصفًا وسائل الإعلام التي نقلت تصريحاته بأنها “منحازة” و”متحيزة”، في محاولة لتخفيف تأثير اعترافاته.
يُذكر أن محسن رفيق دوست كان جزءًا من قيادات الحرس الثوري الإيراني خلال فترة حاسمة في تاريخ الجمهورية الإسلامية، واعترافاته الأخيرة سلطت الضوء على مدى تورط الحرس الثوري في أنشطة إرهابية داخل إيران وخارجها.