أعلن الجيش الباكستاني، اليوم الأربعاء، أن العقل المدبر وراء عملية احتجاز رهائن قطار “جعفر إكسبريس” التي وقعت في بلوشستان، موجود في أفغانستان. وقال الفريق أحمد شريف شودري، المدير العام للعلاقات العامة بين القوات المسلحة الباكستانية، إن العملية التي أُطلقت لتحرير الرهائن قد اكتملت بنجاح، حيث تم قتل جميع الإرهابيين الذين كانوا وراء الهجوم، وعددهم 33 مسلحًا.
تفاصيل الحادث:
في الحادي عشر من مارس/آذار 2025، قام إرهابيون بتفجير خط سكة حديد في منطقة بولان في بلوشستان، مما أدى إلى توقف قطار “جعفر إكسبريس” الذي كان يحمل على متنه 440 راكبًا. وأعلنت جماعة “جيش تحرير بلوشستان” المحظورة مسؤوليتها عن الهجوم، إلا أن الجيش الباكستاني لم يعلق على هذه التصريحات بشكل مباشر. وقال الفريق شودري إن القوات الأمنية تمكنت من تطويق المنطقة والقيام بعملية إنقاذ ناجحة، وتم القضاء على جميع المسلحين في موقع الحادث.
التورط الإقليمي:
أشار الفريق شودري إلى أن التدبير الفعلي وراء الهجوم جاء من “دولة مجاورة”، في إشارة إلى أفغانستان، حيث يُعتقد أن المسؤولين عن الهجوم موجودون هناك، بينما يتم تمويلهم من دول أخرى. وأكد أن الهند قد تكون جزءًا من هذا الدعم، في سياق الأزمات الأمنية المستمرة في المنطقة.
وأضاف وزير الدولة للشؤون الداخلية، تالال شودري، أن ما بين 70 إلى 80 إرهابيًا كانوا متورطين في الهجوم، محذرًا من أن باكستان ستتعامل مع أي تصريحات تدعم الإرهاب على وسائل التواصل الاجتماعي بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع الإرهابيين.
انتقادات للموقف السياسي المحلي:
في حين أن الجيش الباكستاني قد أتم بنجاح عملية الإنقاذ، أشار الفريق شودري إلى أن هناك ضرورة ملحة لتوحيد القوى السياسية في البلاد لدعم الجهود الأمنية. وقال إن الحكومات المتعاقبة، وخاصة خلال الفترة بين 2013 و2018، تمكّنت من القضاء على الإرهاب بفضل التنسيق بين القوات الأمنية والأحزاب السياسية.
وأشار أيضًا إلى أن بعض السياسات السابقة سمحت بتسلل أشخاص من الدول المجاورة إلى باكستان، وهو ما أسهم في تصاعد التوترات والإرهاب في المنطقة. واعتبر أن هذه الجماعات الإرهابية مثل “جيش تحرير بلوشستان” وحركة “طالبان باكستان” هي نتاج تواطؤ من قبل جهات خارجية ترغب في زعزعة استقرار باكستان.
ردود فعل محلية ودولية:
وفي خطاب أمام جمعية بلوشستان، تحدث رئيس وزراء الإقليم، سرفراز بوغتي، عن الحادث وقال إنه يشعر بالأسف لعدم وجود من يدافع عن ضحايا الهجوم. وأكد على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد الانفصاليين في الإقليم. وفي الوقت نفسه، دعا مسؤولون باكستانيون إلى ضبط النفس وعدم نشر “الأخبار والفيديوهات الكاذبة” على وسائل التواصل الاجتماعي، التي قد تُثبّط عزيمة القوات الأمنية.
أشار الفريق شودري إلى أن عمليات مكافحة الإرهاب في الإقليم قد تستغرق بعض الوقت، ولكن الحكومة تأمل في الانتهاء من العملية بسرعة. كما أكد أن سلامة المدنيين تظل على رأس الأولويات، مشددًا على أن “الحفاظ على الأمن والقضاء على الإرهابيين” هو الهدف الرئيسي من هذه العمليات.