غارات إسرائيلية على البقاع اللبناني: الجيش الإسرائيلي يستهدف منشأة أسلحة لحزب الله

أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الخميس 13 مارس 2025 شن غارات جوية استهدفت منشأة أسلحة تابعة لحزب الله في منطقة البقاع شرق لبنان، وذلك رغم اتفاق وقف إطلاق النار الساري بين الطرفين منذ نوفمبر الماضي. وأكد الجيش في بيان رسمي أن مقاتلاته استهدفت “بنية تحتية في موقع يستخدمه حزب الله لتصنيع وتخزين أسلحة استراتيجية”، مشددًا على استمراره في “العمل لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل”.

تفاصيل الغارات الإسرائيلية على البقاع

وفقًا للوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، فإن سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متعددة في البقاع اللبناني، شملت جرود قوسايا ومنطقة الشعرة – جنتا في السلسلة الشرقية. وأشارت المصادر المحلية إلى وقوع انفجارات قوية في المنطقة المستهدفة، مع استمرار تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء البقاع الشرقي على ارتفاعات منخفضة.

وحسب مصادر إعلامية، فقد نفذت القوات الجوية الإسرائيلية ثلاث غارات على بلدة جبتا البقاعية في السلسلة الشرقية، ثم تجددت الغارات بعد وقت قصير على مناطق أخرى في البقاع، تزامنًا مع إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عن استهداف منشآت حزب الله في المنطقة.

كما امتدت الغارات الإسرائيلية، وفق وكالة الأنباء اللبنانية، لتشمل مناطق عدة في الجنوب اللبناني، بما في ذلك تلة زغربن في جبل الريحان بمنطقة جزين، ومناطق بين بلدتي ياطر وزيقين، ووادٍ في بلدة البابلية، ومنطقة مريصع بين بلدتي أنصار والزرارية، ومنطقة الحمدانية بين بلدتي كفروة وعزة، مع تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي فوق منطقة الزهراني.

موقف إسرائيل وتبرير الغارات

أكد الجيش الإسرائيلي في بيانه أن الغارات استهدفت منشآت لتصنيع وتخزين “وسائل قتالية استراتيجية” تابعة لحزب الله، معتبرًا أن هذه المنشآت تشكل تهديدًا لأمن إسرائيل. وأضاف البيان أن “الجيش سيواصل العمل لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل”، في إشارة واضحة إلى إمكانية تنفيذ المزيد من العمليات العسكرية في لبنان.

ويرى مراقبون أن هذه الغارات تمثل رسالة تحذير إسرائيلية واضحة لحزب الله بشأن مخزون الأسلحة الاستراتيجية الذي تعتبره تهديدًا مباشرًا لأمنها، وأن استهداف منشآت عسكرية في العمق اللبناني يعكس مخاوف إسرائيلية من تصاعد قدرات حزب الله العسكرية أو محاولاته نقل أسلحة متطورة من إيران أو سوريا إلى لبنان.

خرق اتفاق وقف إطلاق النار

تأتي هذه الغارات في وقت حساس، إذ يسري منذ 27 نوفمبر 2024 اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل برعاية أمريكية وفرنسية، وضع حدًا لمواجهات استمرت لأكثر من عام على خلفية الحرب في قطاع غزة. ورغم أن الاتفاق نص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية، إلا أن إسرائيل أبقت على وجودها في خمس نقاط رئيسية في المنطقة الحدودية اللبنانية بعد انتهاء المهلة المحددة في 18 فبراير الماضي.

ويثير هذا التطور المخاوف من احتمال تجدد المواجهات بين الطرفين، خاصة في ظل تصريحات سابقة لحزب الله بأنه سيرد على أي خروقات إسرائيلية كبرى داخل الأراضي اللبنانية، مما يطرح تساؤلات حول إمكانية نشوب موجة جديدة من التوتر العسكري على الجبهة الشمالية لإسرائيل.

ردود الفعل والتداعيات المحتملة

حتى اللحظة، لم يصدر أي تعليق رسمي من حزب الله حول الغارات الإسرائيلية، لكن التوقعات تشير إلى احتمال رد تصعيدي من الحزب خلال الأيام المقبلة، استنادًا إلى سوابق المواجهات بين الطرفين. ويرجح محللون أن تكون هناك دوافع استخباراتية محددة دفعت إسرائيل لتنفيذ هذه الغارات في هذا التوقيت تحديدًا، رغم المخاطر المحتملة لخرق الهدنة.

ويأتي التصعيد الإسرائيلي في لبنان وسط مخاوف دولية من توسع دائرة الصراع في المنطقة، خاصة مع استمرار التوترات في غزة والضفة الغربية، والمواجهة المفتوحة مع الحوثيين في اليمن، والتهديدات المتبادلة مع إيران، مما يضع المنطقة على حافة مواجهة إقليمية أوسع.

المشهد الحالي والتطورات المرتقبة

تبرز الغارات الإسرائيلية على لبنان هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين الطرفين، والذي لم يكتمل تنفيذه بسبب تمسك إسرائيل بمواقعها في خمس نقاط داخل الأراضي اللبنانية. وتشير التقارير إلى استمرار الجهود الدبلوماسية الأمريكية والفرنسية للحفاظ على الهدنة وتجنب انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، لكن في ظل التصعيد المتواصل تبقى الأوضاع مرشحة للتفجر في أي لحظة.

وتبقى الأنظار موجهة نحو الساعات والأيام المقبلة لمعرفة طبيعة الرد المحتمل من حزب الله، وما إذا كانت الغارات الإسرائيلية ستبقى محدودة أم ستشكل بداية لتصعيد أوسع، في وقت تستمر فيه الجهود الدبلوماسية لاحتواء الموقف والحفاظ على الهدنة التي كانت قد أنهت أكثر من عام من المواجهات بين الطرفين.