انفجار صاروخ من مخلفات الحرب يودي بحياة 4 أشخاص في اللاذقية
أعلن الدفاع المدني السوري اليوم السبت 15 مارس 2025، أن الانفجار الذي هز حي الرمل الجنوبي المكتظ بالسكان في مدينة اللاذقية وأسفر عن مقتل أربعة أشخاص، كان ناتجًا عن انفجار صاروخ من مخلفات الحرب. وقد خلف هذا الحادث المأساوي عددًا من الإصابات بين المدنيين، فضلاً عن أشخاص لا يزالون عالقين تحت أنقاض مبنى سكني مكون من أربعة طوابق تهدم جراء قوة الانفجار.
تفاصيل الحادث وتداعياته المباشرة
وفقًا للحصيلة الأولية التي أعلنها الدفاع المدني السوري، فإن الانفجار وقع في حي الرمل الجنوبي بمدينة اللاذقية، مما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة. وقد سارعت فرق الإنقاذ والإسعاف إلى موقع الحادث لبدء عمليات الإجلاء والإنقاذ، حيث تعمل الفرق بجهد متواصل للبحث عن ناجين محتملين تحت الأنقاض.
من جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الانفجار الذي وقع في مدينة اللاذقية هو “حادث” نجم عن مخلفات حربية. وأوضح المرصد بشكل أكثر تفصيلاً أن الانفجار كان “ناجمًا عن صاروخ من المخلفات الحربية، انفجر خلال تفكيكه على يد شخص يعمل في جمع الخردة في منزله”. وبحسب المرصد، فقد أسفر الانفجار عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، في إحصائية تختلف قليلاً عما أعلنه الدفاع المدني السوري.
التكهنات والاتهامات حول أسباب الانفجار
لم تصدر السلطات الرسمية السورية أي بيان تفصيلي حول ملابسات الحادث أو أسبابه الدقيقة حتى الآن، مما فتح الباب أمام انتشار العديد من التكهنات والروايات المتضاربة عبر منصات التواصل الاجتماعي. وفي هذا السياق، تداولت بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي اتهامات لقائد قوات “درع الساحل” الموالية للنظام السابق بالضلوع في الحادث.
وتشير هذه الاتهامات إلى أن القائد المذكور قد أرسل الصاروخ إلى المنطقة عبر بائع متجول، بهدف إثارة الفوضى وزعزعة الثقة بين الحكومة الجديدة والسكان المحليين. ومع ذلك، تبقى هذه الادعاءات في إطار التكهنات التي لم يتم التحقق منها أو تأكيدها من مصادر رسمية حتى الآن.
مخلفات الحرب: خطر مستمر يهدد حياة المدنيين
يسلط هذا الحادث المأساوي الضوء مجددًا على المخاطر المستمرة التي تشكلها مخلفات الحرب على حياة المدنيين في سوريا، حتى بعد سنوات من انتهاء النزاع المسلح في معظم مناطق البلاد. فالألغام والذخائر غير المنفجرة والصواريخ وغيرها من مخلفات الحرب لا تزال منتشرة في العديد من المناطق، مما يمثل تهديدًا مستمرًا لسلامة السكان.
ويعد قيام بعض الأشخاص بجمع الخردة المعدنية، بما في ذلك مخلفات الذخائر والأسلحة، من أجل بيعها، ممارسة خطيرة للغاية، خاصة مع نقص الوعي بالمخاطر المحتملة وغياب التدريب المناسب للتعامل مع هذه المواد الخطرة.
جهود الإنقاذ المتواصلة
تواصل فرق الإنقاذ والدفاع المدني السوري عملها بلا كلل في موقع الانفجار، حيث تسارع الزمن للبحث عن ناجين محتملين تحت أنقاض المبنى المتضرر. وقد صرحت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن عمليات الإجلاء والإنقاذ بدأت فور وقوع الانفجار، مع تسخير كافة الإمكانيات المتاحة للتعامل مع هذا الحادث المأساوي.
وتجدر الإشارة إلى أن فرق الإنقاذ تواجه تحديات كبيرة في عملها، نظرًا لحجم الدمار الذي خلفه الانفجار في المبنى المكون من أربعة طوابق، وكذلك بسبب كثافة السكان في حي الرمل الجنوبي، مما يزيد من صعوبة عمليات البحث والإنقاذ.
خاتمة
يأتي هذا الحادث المأساوي ليذكّر بالتداعيات طويلة الأمد للحرب في سوريا، والتي لا تزال تلقي بظلالها على حياة المدنيين حتى بعد سنوات من توقف العمليات العسكرية في معظم أنحاء البلاد. كما يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى تكثيف الجهود الرامية إلى إزالة مخلفات الحرب من المناطق المأهولة بالسكان، وتنفيذ حملات توعية مكثفة حول مخاطر التعامل مع هذه المخلفات، خاصة في ظل استمرار ممارسات جمع الخردة المعدنية التي قد تتضمن ذخائر وأسلحة غير منفجرة.