نجاة مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية من محاولة اغتيال في القامشلي
نجا مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، من محاولة اغتيال فاشلة في مدينة القامشلي شمال شرق سوريا مساء أمس الجمعة. ووفقاً للمصادر الإعلامية، فإن المحاولة نُفذت من قبل أحد قياديي حزب العمال الكردستاني (PKK)، وتأتي بعد أيام فقط من توقيع اتفاق تاريخي بين عبدي والرئاسة السورية يقضي باندماج قوات قسد في مؤسسات الدولة السورية.
تفاصيل محاولة الاغتيال
ذكرت وسائل إعلام سورية أن محاولة الاغتيال استهدفت مظلوم عبدي في مدينة القامشلي شمال شرق سوريا. وأضافت المصادر أن القيادي محمود راش المعروف بـ “محمود برخدان” التابع لحزب العمال الكردستاني (PKK) هو من حاول اغتيال عبدي.
وتداولت صفحات إعلامية سورية أنباءً عن نجاة عبدي من محاولة الاغتيال الفاشلة، حيث أكدت هذه المصادر اتهامات موجهة إلى القيادي في حزب العمال الكردستاني محمود راش. لم تذكر المصادر تفاصيل إضافية حول كيفية تنفيذ محاولة الاغتيال أو الإجراءات الأمنية التي اتخذت بعد الحادثة.
توقيت المحاولة والسياق السياسي
تأتي محاولة الاغتيال هذه بعد أيام قليلة من إعلان الرئاسة السورية عن توقيع اتفاق بين الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي. وينص الاتفاق على اندماج قوات سوريا الديمقراطية في مؤسسات الدولة السورية، مع التأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم.
ويُعد هذا الاتفاق تطوراً سياسياً بارزاً في المشهد السوري، حيث يمثل خطوة نحو إعادة توحيد المناطق التي كانت خارج سيطرة الحكومة المركزية منذ سنوات. ومن المرجح أن تكون محاولة الاغتيال مرتبطة بهذا التطور السياسي، خاصة وأن بعض الأطراف قد ترى في هذا الاتفاق تهديداً لمصالحها في المنطقة.
من هو مظلوم عبدي؟
مظلوم عبدي هو القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وهي تحالف عسكري تشكل في عام 2015 خلال الحرب السورية، ويضم قوات من مختلف المكونات العرقية والدينية في شمال وشرق سوريا، مع هيمنة للوحدات الكردية. ولعب عبدي دوراً محورياً في قيادة المعارك ضد تنظيم داعش، وأصبح شخصية محورية في الملف السوري، خاصة في المناطق الشمالية الشرقية.
وقد اكتسب عبدي أهمية إقليمية ودولية من خلال علاقاته مع القوى الدولية، خاصة الولايات المتحدة، التي دعمت قوات قسد في حربها ضد التنظيمات المتطرفة. وشكلت هذه العلاقات نقطة خلاف مع الحكومة السورية وبعض القوى الإقليمية، خاصة تركيا التي تصنف وحدات حماية الشعب الكردية، المكون الرئيسي في قسد، كامتداد لحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره منظمة إرهابية.
تداعيات محتملة للحادثة
قد تؤدي محاولة الاغتيال هذه إلى تأثيرات متعددة على المشهد السياسي والأمني في شمال شرق سوريا:
- احتمال تأثيرها على تنفيذ الاتفاق المبرم حديثاً بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية.
- تصاعد التوتر بين مختلف الفصائل الكردية، خاصة بين المؤيدين لنهج مظلوم عبدي والمعارضين له.
- زيادة الإجراءات الأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، خاصة في مناطق الحدود مع تركيا والعراق.
- تأثير محتمل على العلاقات الإقليمية، خاصة مع تركيا، التي ترى في قوات سوريا الديمقراطية تهديداً أمنياً.
خاتمة
تكشف محاولة اغتيال مظلوم عبدي عن تعقيدات المشهد السياسي والأمني في شمال شرق سوريا، خاصة في ظل التطورات الأخيرة المتمثلة في الاتفاق مع الحكومة السورية. ويبقى المشهد مفتوحاً على العديد من الاحتمالات، في ظل استمرار التنافس والصراع بين مختلف القوى المحلية والإقليمية على النفوذ في هذه المنطقة الاستراتيجية من سوريا.
وتلقي هذه الحادثة الضوء على التحديات التي تواجه مسارات الحل السياسي في سوريا، وأهمية تعزيز الجهود الرامية إلى تثبيت الاستقرار والأمن، بما يحقق مصالح الشعب السوري ويسهم في إنهاء معاناته المستمرة منذ سنوات.