مطالب بسحب الجنسية المصرية من فدوى مواهب بعد فيديو “مسيء” من المتحف المصري الكبير
أثارت المخرجة فدوى مواهب موجة غضب عارمة على منصات التواصل الاجتماعي إثر نشرها فيديو من داخل المتحف المصري الكبير، وظهرت فيه تصور تمثال الملك رمسيس الثاني مع إرفاق آيات قرآنية تتحدث عن فرعون موسى، مما اعتبره الكثيرون إساءة للحضارة المصرية وتشويهاً للتاريخ. وصل الأمر إلى حد المطالبة بسحب الجنسية المصرية منها وتقديم بلاغ ضدها للنائب العام، في حين اضطرت مواهب لحذف المحتوى المثير للجدل وتقديم اعتذار للمصريين معللة ذلك بسوء الفهم.
تفاصيل الواقعة وما نشرته فدوى مواهب
قامت المخرجة فدوى مواهب بنشر مقطع فيديو وصور من زيارتها للمتحف المصري الكبير، ظهر فيها تمثال الملك رمسيس الثاني الموجود في مدخل المتحف، وقد أرفقت مع الصور آيات قرآنية منها “وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه”، في إشارة واضحة إلى أن رمسيس الثاني هو فرعون موسى المذكور في القرآن الكريم.
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الفيديو بشكل واسع، مما أدى إلى انتشار الجدل حول ما قصدته مواهب من هذا المنشور، خاصة أن استخدام الآيات القرآنية في هذا السياق اعتبر استغلالاً للدين في غير موضعه الصحيح. كما رأى البعض أن توقيت نشر هذا المحتوى، قبل الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير المقرر في 7 مارس 2025، يحمل دلالات سلبية تستهدف هذا الحدث الثقافي المهم.
ردود الفعل والمطالبة بسحب الجنسية
أثارت منشورات فدوى مواهب ردود فعل غاضبة على منصات التواصل الاجتماعي، وظهر هاشتاغ على منصة X (تويتر سابقاً) يطالب بسحب الجنسية المصرية منها. اعتبر كثيرون أن ما قامت به مواهب يظهر “حقدها وكراهيتها لمصر ومحاولتها تشويه الحضارة المصرية القديمة”، فيما اتهمها آخرون بـ “ترويج الرواية اليهودية” حول فرعون موسى، واستخدام “سيف الدين الإسلامي لتشويه الحضارة المصرية”.
وعلق أحد رواد منصات التواصل الاجتماعي قائلاً: “هي مين فدوى مواهب دي وكل يوم تبلينا بتطرف أسوأ من اللي قبله، اتفضلوا دلوقتي مركبة آيات عن فرعون على مشاهد من المتحف المصري الكبير، التصرف ده مرفوض تماماً، وبيتخذ ضده إجراءات قانونية”. وأضاف آخر: “فدوى مواهب فجأة داعية ومركبة آيات عن فرعون على مشاهد من المتحف المصري، متصورة قصاد رمسيس التاني ليه طيب، دي المفروض تتسجن، وتتحط بلاك ليست”، مضيفاً: “رمسيس التاني هو أعظم ملوك مصر القديمة مش فرعون موسى”.
الإجراءات القانونية والبلاغ للنائب العام
لم تقتصر ردود الأفعال على التعليقات الغاضبة، بل تجاوزت ذلك إلى اتخاذ إجراءات قانونية. تقدم المحامي أشرف فرحات ببلاغ إلى النائب العام ضد المخرجة فدوى مواهب، يتهمها فيه بإهانة الحضارة المصرية واستفزاز مشاعر المصريين. أوضح المحامي في بلاغه أن تصرفات فدوى مواهب تشكل إهانة للتاريخ والحضارة المصرية، ومحاولة لاستفزاز مشاعر المصريين، وربط تراثهم العريق بأفكار مغلوطة ومشوهة تاريخياً ودينياً.
كما أشار المحامي إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها فدوى مواهب الجدل، بل هناك سلسلة من التصريحات المثيرة للجدل التي صدرت عنها في مناسبات مختلفة، ما دفعه إلى تقديم البلاغ ومطالبة النيابة العامة بفتح تحقيق في هذا الأمر.
اعتذار فدوى مواهب وتبريرها للموقف
بعد موجة الغضب العارمة، قامت فدوى مواهب بحذف الفيديو من صفحتها، ونشرت اعتذاراً عبر حسابها على موقع فيسبوك، قالت فيه إنها قررت التوضيح بعد ما واجهته من “سوء فهم” على حد قولها. كتبت مواهب: “كنت في زيارة المتحف المصري الجديد في سحور وتعجبت من هذا الإنجاز العظيم وكيف أن مكان واحد اجتمع فيه كل عظمة الحضارة المصرية، وشاركت جميع متابعيني صوراً وفيديوهات من داخل هذا الصرح العظيم كنوع من أنواع الدعاية لمصر والتذكرة بأن سيدنا موسى عليه السلام كان هنا في مصر”.
أكدت مواهب أنه ليس لديها أي نية أو مغزى آخر كما اعتقد البعض، معتبرة ما حدث سوء فهم، وأعربت عن شكرها لكل من ساهم في بناء المتحف المصري الكبير الذي وصفته بـ”الصرح العظيم”.
من هي فدوى مواهب؟ خلفية ومواقف مثيرة للجدل
فدوى مواهب هي مخرجة سورية تحمل الجنسية المصرية، وفقاً للمصادر فإن والدتها هي الراقصة المصرية نجوى مواهب، بينما والدها مخرج أفراح سوري. حاولت الانخراط في المجال الفني، لكنها فشلت في تحقيق نجاح ملموس، خاصة في مجال الإعلانات، مما دفعها للتحول نحو الحديث في المواضيع الدينية.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تثير فيها فدوى مواهب الجدل، فقد سبق أن أثارت انتقادات واسعة بسبب تصريحاتها المثيرة للجدل حول تحريم ارتداء الهوت شورت في البيت ورفضها لعبارة “رمضان كريم” التي اعتبرتها غير صحيحة دينياً، ما دفع إلى موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي. كما أثارت الجدل مؤخراً بسبب كلامها “المغلوط” في أحد دروسها الدينية للأطفال عن ضوابط لبس الأطفال أمام أهلهم.
الجدل حول شخصية فرعون موسى ورمسيس الثاني
يمثل الجدل حول هوية فرعون موسى المذكور في الكتب السماوية قضية خلافية بين المؤرخين وعلماء الآثار. في حين يربط البعض بين الملك رمسيس الثاني وفرعون موسى، فإن الكثير من الدراسات الأثرية وعلماء المصريات ينفون هذه الصلة. يرى منتقدو مواهب أن محاولتها الربط بين رمسيس الثاني وفرعون موسى تستند إلى فكرة مأخوذة من طبيب يهودي يدعى “موريس بوكاي”، وهي فكرة ترفضها الأوساط العلمية والأكاديمية المتخصصة.
رمسيس الثاني يعتبر من أعظم ملوك مصر القديمة، وترك بصمة كبيرة في التاريخ المصري، لذلك فإن محاولة ربطه بشخصية سلبية في النصوص الدينية يعتبر، بحسب المنتقدين، إساءة للحضارة المصرية وتشويهاً للتاريخ. يستشهد هؤلاء بقول الله تعالى: “ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون”، ليؤكدوا أن آثار وإنجازات رمسيس الثاني ما زالت قائمة وشاهدة على عظمة الحضارة المصرية، وبالتالي فإن الربط بينه وبين فرعون موسى لا يستند إلى أساس علمي سليم.
المتحف المصري الكبير: معلم حضاري ينتظر افتتاحه الرسمي
من المقرر افتتاح المتحف المصري الكبير يوم 7 مارس 2025، وهو يعد من أهم المشاريع الثقافية في القرن الـ21. يعمل العديد من صناع المحتوى والمؤثرين المهتمين بالهوية والثقافة المصرية على تسخير شهرتهم ومجهودهم لنقل صورة إيجابية تبرز ما تم إنجازه من مشروع ثقافي عظيم.
في هذا السياق، يرى المنتقدون أن ما قامت به فدوى مواهب يتعارض مع هذه الجهود، ويحاول تشويه هذا الحدث الثقافي المهم والإساءة للحضارة المصرية في وقت تستعد فيه مصر لافتتاح هذا الصرح العظيم الذي سيكون واجهة ثقافية مهمة للعالم.
تظل قضية فدوى مواهب والجدل الذي أثارته منشوراتها من داخل المتحف المصري الكبير مثالاً على حساسية التعامل مع التراث التاريخي والحضاري وارتباطه بالنصوص الدينية. يؤكد هذا الجدل ضرورة توخي الدقة والموضوعية عند الحديث عن التاريخ، وأهمية احترام المشاعر الوطنية للشعوب تجاه تراثها وحضارتها. في المقابل، يشير هذا الجدل أيضاً إلى قوة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وسرعة انتشار المحتوى المثير للجدل عبرها، والتداعيات القانونية والمجتمعية التي يمكن أن تترتب على مثل هذه المنشورات.