ترامب يأمر بقصف واسع ويتوعد بـ”جحيم لم يروه من قبل”
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم السبت 15 مارس 2025، في منشور على منصته “تروث سوشيال”، شن هجوم على مواقع الحوثيين في اليمن، واصفاً العملية بأنها “عمل عسكري حاسم وقوي” يهدف إلى وضع حد للتهديد الذي يشكله المتمردون الحوثيون على حركة الشحن البحري العالمية في البحر الأحمر.
ووجه ترامب تحذيراً شديد اللهجة إلى المسؤولين الإيرانيين، قائلاً: “يجب أن يتوقف دعمكم للإرهابيين الحوثيين فوراً، لا تهددوا بأي شكل من الأشكال الشعب الأمريكي، ولا رئيسه، الذي حصل على أحد أكبر الأصوات الشعبية في تاريخ الانتخابات الرئاسية، ولا تهددوا طرق الشحن العالمية”.
وأضاف محذراً: “إذا فعلتم ذلك، فاحذروا، لأن الولايات المتحدة ستحمّلكم المسؤولية الكاملة، وهذه المرة لن نكون متسامحين”.
كما وجه ترامب رسالة تهديد مباشرة إلى الحوثيين قائلاً: “لقد انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم اعتباراً من اليوم، وإلا فستواجهون جحيماً لم تروا له مثيلاً من قبل”. وأضاف: “سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا”.
عراقجي يرفض “الإملاءات الأمريكية” ويدعو لوقف دعم إسرائيل
رداً على تهديدات ترامب، نشر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رسالة على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) أكد فيها أنه لا يحق للولايات المتحدة التدخل في السياسة الخارجية الإيرانية.
وكتب عراقجي: “الإدارة الأميركية لا يحق لها إملاء السياسة الخارجية الإيرانية، وقد انتهى ذلك العهد منذ عام 1978”.
ودعا المسؤولين الأمريكيين إلى وقف دعم ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية والإرهاب الإسرائيلي وقتل اليمنيين”. وقال: “كفوا عن دعم الإبادة الجماعية والإرهاب الإسرائيلي، وتوقفوا عن قتل اليمنيين. وليس لواشنطن الحق في فرض سياستها الخارجية على إيران”.
كما أشار الوزير الإيراني إلى أنه “في العام الماضي، تم خداع بايدن لدفع مبلغ غير مسبوق قدره 23 مليار دولار للكيان الصهيوني”، مضيفاً أن ذلك أدى إلى “استشهاد أكثر من 60 ألف فلسطيني”. وأكد أن “العالم يعتبر أميركا مسؤولة عن هذه الجرائم بشكل كامل”.
استراتيجية أمريكية طويلة المدى تستهدف إيران
وفقاً لمصادر إعلامية، فإن الغارات الأمريكية على مواقع الحوثيين تعتبر أهم عمل عسكري تعلن عنه إدارة ترامب الجديدة، وتحمل رسالة تحذيرية واضحة إلى إيران، في وقت يحاول فيه ترامب إجبار طهران على توقيع صفقة تتعلق ببرنامجها النووي.
وصرح ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض في أوائل مارس الجاري بأن التعامل مع تهديدات إيران قد وصل إلى “مراحله الأخيرة”، مشيراً إلى أن هذه القضية ستُحل إما عن طريق المفاوضات أو من خلال العمل العسكري.
ووفقاً لمسؤولين أمريكيين، فإن الغارات الجوية ضد ترسانة الحوثيين، التي يتم إخفاء جزء كبير منها في منشآت تحت الأرض، قد تستمر لعدة أيام أو حتى أسابيع، مع احتمال تصاعد شدتها وفقاً لردود أفعال الحوثيين.
وقد يؤدي استمرار التصعيد العسكري إلى مزيد من عدم الاستقرار في اليمن والمنطقة، مع احتمال تحول الصراع إلى مواجهة أوسع بين القوى الإقليمية والدولية. ويبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه الخطوات ستدفع إيران للتراجع عن دعمها للحوثيين أو ستؤدي إلى تصلب المواقف وزيادة التوتر.