غارات أمريكية بريطانية تستهدف مواقع الحوثيين في صنعاء وصعدة وترامب يتوعد باستخدام “القوة المميتة الساحقة”
شهدت اليمن، يوم السبت 15 مارس 2025، تصعيداً عسكرياً كبيراً مع شن الولايات المتحدة وبريطانيا غارات جوية استهدفت مواقع جماعة الحوثي في صنعاء وصعدة. وقد أعلنت الجماعة مقتل 9 أشخاص وإصابة مثلهم جراء هذه الغارات التي تأتي في سياق تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستخدام “القوة المميتة الساحقة” ضد الحوثيين. وتعد هذه أول غارات أمريكية بريطانية على اليمن منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة حيز التنفيذ في يناير الماضي.
تفاصيل الغارات الأمريكية البريطانية على صنعاء وصعدة
استهدفت الغارات الأمريكية البريطانية حياً سكنياً في مديرية شعوب شمالي العاصمة صنعاء، حيث أفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين بأن 4 غارات استهدفت حي الجراف شمالي العاصمة اليمنية صنعاء. وأوضح أنيس الأصبحي، المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة الحوثيين (غير معترف بها دولياً)، أن “9 شهداء و9 جرحى من المدنيين سقطوا إثر سلسلة من غارات طيران العدوان الأمريكي على الأعيان المدنية في العاصمة صنعاء اليوم السبت”.
كما ذكرت قناة المسيرة الفضائية التابعة للحوثيين في خبر عاجل مقتضب أن هناك “تضرر عدد من المباني السكنية إثر العدوان الأمريكي البريطاني على حي سكني في مديرية شعوب شمالي العاصمة”. كما أفادت وسائل إعلام حوثية أن الغارات استهدفت أيضاً شمال مدينة صعدة بمحافظة صعدة.
ترامب يتوعد الحوثيين باستخدام “القوة المميتة الساحقة”
صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم السبت، أن جماعة أنصار الله “الحوثيين” في اليمن شنت حملة متواصلة من القرصنة والعنف والإرهاب على السفن والطائرات والمسيرات الأمريكية وغيرها. وأمر ترامب بتوجيه ضربة عسكرية “حاسمة وقوية” ضد الحوثيين في اليمن، محذراً من أن “الجحيم سيحل عليهم” إذا لم تتوقف الهجمات على السفن.
وأشار ترامب إلى أن رد سلفه الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن على هجمات الحوثيين كان “ضعيفاً بشكل مثير للشفقة ولذلك واصلوا تهورهم وزحفهم”، مضيفاً: “عام كامل مر على إبحار أول سفينة تجارية تحمل العلم الأمريكي بسلام عبر السويس أو البحر الأحمر أو خليج عدن”.
وأكد ترامب أن إدارته لن تتسامح مع هجوم الحوثيين على السفن الأمريكية وستستخدم القوة المميتة الساحقة حتى تحقق هدفها، موضحاً أن خنق الحوثيين حركة الشحن بأحد أهم الممرات المائية في العالم أدى لتوقف قطاعات واسعة من التجارة العالمية.
أهداف العمليات العسكرية الأمريكية في اليمن
نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أمريكيين أن القصف الأمريكي في اليمن يهدف أيضاً إلى إرسال إشارة تحذير لإيران، مؤكدين أن استهداف ترسانة الحوثيين قد يستمر عدة أيام وقد يزداد نطاقه اعتماداً على ردهم.
وذكر مسؤولون أمريكيون أن مسؤولين أمنيين يرغبون بحملة أقوى تفقد الحوثيين السيطرة على أجزاء من البلاد، موضحين أن الضربات نفذت بطائرات مقاتلة من حاملة الطائرات “هاري إس ترومان” بالبحر الأحمر. وأوضحت مصادر أمريكية أن الضربات التي أمر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اليمن استهدفت الرادارات والدفاعات الجوية وأنظمة الصواريخ والمسيرات، مشيرة إلى أن الضربات في اليمن تهدف لفتح ممرات الشحن الدولية بالبحر الأحمر التي عطلها الحوثيون.
استئناف الحوثيين لعملياتهم في البحر الأحمر وخليج عدن
أعلن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي مساء الأربعاء استئناف عمليات الجماعة في البحر الأحمر وخليج عدن لحظر حركة الملاحة الإسرائيلية بسبب عدم إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وقد باشرت جماعة الحوثي منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر أو في أي مكان تطاله بصواريخ ومسيّرات “تضامناً مع قطاع غزة”.
كما شن الحوثيون من حين إلى آخر هجمات بصواريخ ومسيّرات على إسرائيل، بعضها استهدف مدينة تل أبيب (وسط)، قبل أن توقفها مع دخول وقف إطلاق النار بغزة حيز التنفيذ.
ترقب رد الحوثيين والتداعيات المستقبلية
أكد المسؤولون الأمريكيون أن المسؤولين في واشنطن والشرق الأوسط يترقبون هجوماً مضاداً من الحوثيين. وفي ظل التصعيد الحالي، من المتوقع أن تشهد المنطقة مزيداً من التوتر والمواجهات العسكرية، خاصة مع تهديدات ترامب باستخدام “القوة المميتة الساحقة” ضد الحوثيين.
وتأتي هذه التطورات رغم بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة “حماس” وإسرائيل في 19 يناير 2025، حيث تواصل إسرائيل استهداف الفلسطينيين بالرصاص الحي والقصف عبر طائراتها المسيرة.
التداعيات الإنسانية والإقليمية للتصعيد العسكري
في ظل هذا التصعيد العسكري، تزداد المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، الذي يعاني أصلاً من حرب مستمرة منذ سنوات أدت إلى “أسوأ أزمة إنسانية في العالم” وفقاً للأمم المتحدة. كما أن تصاعد المواجهة بين الولايات المتحدة والحوثيين قد يؤدي إلى توسيع دائرة الصراع ليشمل أطرافاً إقليمية أخرى، خاصة مع الاتهامات الأمريكية المتكررة لإيران بدعم الحوثيين.
وتشكل المواجهة الحالية تهديداً خطيراً لحرية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، وهما من أهم الممرات المائية في العالم، مما قد يؤثر سلباً على التجارة العالمية وأسعار الطاقة والسلع الأساسية.
تمثل الغارات الأمريكية البريطانية الأخيرة على مواقع الحوثيين في صنعاء وصعدة تصعيداً خطيراً في المنطقة، وتعكس تحولاً في السياسة الأمريكية تجاه الصراع في اليمن مع عودة ترامب إلى السلطة. ومع تهديدات ترامب باستخدام “القوة المميتة الساحقة” ضد الحوثيين وتوعد الأخيرين بالرد، فإن المنطقة قد تشهد المزيد من التصعيد في الأيام المقبلة، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني والسياسي في اليمن والمنطقة بأكملها.