أحداث متسارعة في محافظة صعدة: هروب سجناء ومداهمات عشوائية
شهدت محافظة صعدة اليوم أحداثاً متسارعة تمثلت في هروب عدد من السجناء من أحد سجون المليشيات الحوثية، تبعها حملات مداهمة واسعة استهدفت منازل المواطنين، بما في ذلك اقتحام منزل شيخ قبلي ونهب ممتلكاته، وسط تصاعد التوتر والانتهاكات في المحافظة التي تُعد معقلاً رئيسياً للجماعة.
تفاصيل حادثة هروب السجناء
أفادت مصادر محلية أن مجموعة من السجناء تمكنوا من الفرار من أحد السجون في محافظة صعدة شمال اليمن، في حادثة هي الأولى من نوعها منذ فترة طويلة في المحافظة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وأوضحت المصادر أن السجناء لاذوا بالفرار في ظروف لم تُكشف تفاصيلها الكاملة بعد، وسط تكتم شديد من قبل سلطات الحوثيين على ملابسات الحادثة وعدد الفارين وهوياتهم.
وقد جاءت عملية الهروب في وقت تشهد فيه المحافظة توتراً متصاعداً عقب الهجمات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت عدة مواقع في صنعاء وصعدة، مما خلق حالة من الارتباك في صفوف المسلحين الحوثيين.
ويُرجح أن تكون الظروف الأمنية المضطربة قد ساهمت في خلق فرصة مناسبة للسجناء للهروب، خاصة مع تركيز عناصر الجماعة على تأمين مواقعهم العسكرية تحسباً لأي هجمات جديدة.
حملات مداهمة عشوائية
عقب حادثة الهروب مباشرة، بدأت مليشيا الحوثي بشن حملات مداهمة واسعة النطاق على منازل المواطنين في المناطق المحيطة بالسجن بحجة البحث عن السجناء الفارين.
وتميزت هذه الحملات بالعشوائية والعنف، حيث تم اقتحام العديد من المنازل دون مذكرات تفتيش أو إذن قضائي، مما يعكس نمطاً معتاداً من الانتهاكات التي تمارسها الجماعة ضد السكان المدنيين في مناطق سيطرتها.
وأكد شهود عيان أن عناصر مسلحة تابعة للحوثيين قامت بتطويق أحياء سكنية كاملة واقتحام منازل بشكل عنيف، مما أثار حالة من الخوف والذعر بين المواطنين، خاصة النساء والأطفال. وتشير التقارير إلى أن المداهمات شملت تفتيشاً دقيقاً للمنازل وترويعاً للسكان، دون مراعاة لخصوصيتهم أو حقوقهم الأساسية.
اقتحام منزل شيخ قبلي ونهب ممتلكاته
في سياق متصل بعمليات المداهمة، أقدمت مجموعة مسلحة حوثية على اقتحام منزل الشيخ علي فرحان فراح الجلحوي في منطقة جلحا بمديرية منبه في محافظة صعدة، وقامت بنهب محتوياته بذريعة البحث عن السجناء الفارين.
وقد قاد هذه الحملة المدعو أبوبتول عبدالله يحيى جبران حطمان، الذي عينته جماعة الحوثي مديراً لأمن مديرية منبه، حيث فرضت قوة عسكرية مكونة من عدة أطقم حصاراً مشدداً على المنزل قبل اقتحامه. وأفادت المصادر أن المسلحين أطلقوا النار بمختلف أنواع الأسلحة أثناء الاقتحام، في استعراض للقوة وترهيب للسكان المحليين، ثم قاموا بتفتيش المنزل ونهب أموال وسيارات ومجوهرات وممتلكات أخرى تعود للشيخ الجلحوي وأسرته.
ويعد هذا الاعتداء على منزل شيخ قبلي مؤشراً على تصاعد انتهاكات مليشيا الحوثي ضد الشخصيات الاجتماعية والقبلية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، في محاولة لإضعاف النفوذ التقليدي للقبائل وفرض سلطتها بالقوة.
تزايد الانتهاكات في مناطق سيطرة الحوثيين
تأتي هذه الأحداث في سياق تصاعد الانتهاكات الحوثية في كافة مناطق سيطرتها خلال الأسابيع الأخيرة. وقد شهدت محافظة صعدة على وجه الخصوص سلسلة من الانتهاكات، من بينها اقتحام مساجد ومنع حلقات تحفيظ القرآن الكريم والدروس الدينية، وفض اعتصامات مطالبة بالإفراج عن مختطفين، إضافة إلى حوادث اغتيال غامضة طالت قيادات في صفوف الجماعة نفسها.
ففي الثاني عشر من مارس الجاري، عُثر على جثة عبدالواحد يحيى المراني، أحد القيادات البارزة في جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين، ملقاة على قارعة الطريق في ظروف غامضة، في ما يبدو أنه جزء من صراع أجنحة داخل الجماعة. كما قامت المليشيا في التاسع من مارس بفض اعتصام نظمته أسرة رجل الأعمال ماهر السدعي في جبل مران بصعدة، للمطالبة بالإفراج عنه بعد اختطافه قبل أشهر.