الضربات العسكرية الأمريكية في اليمن: استهداف 30 هدفاً في إطار عملية ضد الحوثيين
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” أن الموجة الأولى من الضربات العسكرية التي نفذتها قواتها في اليمن أصابت أكثر من 30 هدفاً، في إطار عملية عسكرية واسعة النطاق ضد جماعة الحوثي. وأكد مسؤولون عسكريون أمريكيون أن هذه الضربات تمثل بداية لعملية تهدف إلى استعادة الأمن في البحر الأحمر، مع تأكيدهم استخدام “قوة فتاكة ساحقة” لتحقيق أهدافهم العسكرية.
تفاصيل العملية العسكرية الأمريكية
شنت الولايات المتحدة في 15 مارس 2025 ضربات جوية وبحرية واسعة النطاق ضد حركة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، في أقوى عملية عسكرية أمريكية بالشرق الأوسط منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه للمرة الثانية. وقد استهدفت الموجة الأولى من الضربات أكثر من 30 موقعاً متنوعاً، شملت مراكز تدريب تابعة للحوثيين، إضافة إلى مواقع تواجد كبار خبراء الطائرات المسيرة في الجماعة.
وفقاً للقيادة المركزية الأمريكية، فإن الضربات استهدفت رادارات الحركة والدفاعات الجوية وأنظمة الصواريخ والطائرات بدون طيار في البلاد، مما يعكس استراتيجية تستهدف تحييد القدرات العسكرية للحوثيين وخاصة تلك المستخدمة في هجماتهم على الملاحة البحرية. وقد أوضح اللفتنانت جنرال أليكس غرينكويش، مدير عمليات هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، أن حملة إدارة ترامب الحالية ضد الحوثيين تختلف عن تلك التي نفذتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، مشيراً إلى أنها “تشمل مجموعة أكبر من الأهداف”.
حصيلة الضربات الأولية
أشارت التقارير العسكرية الأمريكية إلى سقوط العشرات من العسكريين الحوثيين جراء هذه الضربات، بينهم قادة مرتبطون ببرنامج الطائرات المسيرة الذي يستخدمه الحوثيون في هجماتهم على السفن في البحر الأحمر. وقد أكد البنتاغون أن هذه الضربات ليست “هجوماً بلا نهاية” وأنها “لا تهدف إلى تغيير النظام”، لكنها تأتي في إطار استراتيجية محددة الأهداف لوقف هجمات الحوثيين على الملاحة البحرية.
موقف الإدارة الأمريكية وربط إيران بهجمات الحوثيين
تصريحات ترامب بشأن إيران
في سياق متصل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت سابق من يوم الإثنين، أن إيران “ستحمل مسؤولية كل طلقة نار” يطلقها المتمردون الحوثيون المدعومون من طهران. وكتب ترامب على منصته الاجتماعية “تروث سوشال”: “سيعتبر كل إطلاق نار من الحوثيين، اعتبارا من الآن، نيرانا أطلقتها أسلحة إيرانية والمسؤولون في إيران. وستحمل إيران المسؤولية وستتحمل عواقب” وصفها بأنها “ستكون رهيبة”.
وأضاف ترامب أن “مئات الهجمات التي نفذها الحوثيون والمافيا الشريرة المتمركزة في اليمن، الذين يكرههم الشعب اليمني، تنطلق من إيران وتخطط لها إيران”، مشيراً إلى أن طهران تملي على الحوثيين أبسط “التعليمات والتوجيهات”، وتؤمن لهم “الأسلحة والأموال والمعدات العسكرية المتطورة وحتى ما يسمى الاستخبارات”.
خلفية العملية وأهدافها الاستراتيجية
تأتي هذه العملية العسكرية في إطار جهود أمريكية لاستعادة الأمن في البحر الأحمر، الذي تعطلت الحركة التجارية فيه لعدة أشهر بسبب هجمات حركة أنصار الله الحوثيين على السفن التجارية والعسكرية دعماً لغزة. ولطالما أعلن الحوثيون أن هجماتهم على السفن في البحر الأحمر والمناطق البحرية المجاورة تأتي في إطار دعمهم للفلسطينيين في قطاع غزة.
وقد صرح مسؤولون أمريكيون أن “بوسع الحوثيين وقف الضربات الأمريكية بالإعلان عن وقف هجماتهم” على السفن في البحر الأحمر، مما يشير إلى أن الهدف الأساسي للعملية هو الضغط على الحوثيين لوقف استهدافهم للملاحة البحرية الدولية.
ردود فعل الحوثيين على العملية العسكرية الأمريكية
في رد على الضربات الأمريكية التي استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة الحوثيين، أعلن المتمردون مسؤوليتهم عن هجومين منفصلين على حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري ترومان” في البحر الأحمر يومي الأحد والإثنين، باستخدام صواريخ باليستية وصواريخ أخرى. هذا التصعيد يشير إلى استمرار المواجهة بين الطرفين، رغم الضربات الأمريكية القوية.