عقد رئيس المجلس الرئاسي اليمني رشاد العليمي، اجتماعاً مهماً مع هيئة العمليات المشتركة للجيش اليمني أمس الأحد، لبحث الموقف العسكري وتداعيات الضربات الأمريكية الأخيرة على مواقع الحوثيين، ووجه بتعزيز الجاهزية العسكرية والأمنية لمواجهة أي تصعيد محتمل من قبل المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
تفاصيل الاجتماع الأمني الرفيع المستوى
ترأس رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، اجتماعاً مهماً مع هيئة العمليات المشتركة يوم الأحد 16 مارس 2025، بحضور وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، ورئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز.
وخلال الاجتماع، استمع العليمي إلى تقرير مفصل من رئيس هيئة العمليات المشتركة اللواء الركن صالح طالب حول نشاط الهيئة خلال الفترة الماضية، ومدى تنفيذ المهام الموكلة إليها، خصوصاً فيما يتعلق بتنسيق تعاون الوحدات العسكرية المختلفة وتدقيق المعلومات بما يدعم صنع القرار ويضمن الاستجابة المتكاملة للتحديات.
تقييم الموقف العسكري والجاهزية القتالية
تضمنت التقارير المقدمة خلال الاجتماع إيجازاً شاملاً للموقف العسكري على امتداد مسرح العمليات في ضوء قرار مجلس القيادة الرئاسي بشأن “وحدة الجبهات”، ومستوى الجاهزية القتالية للقوات المسلحة اليمنية لمواجهة كافة الخيارات التصعيدية التي قد تقدم عليها المليشيات الحوثية، خاصة بعد إعادة تصنيفها منظمة إرهابية دولية.
كما استمع المجتمعون إلى تحديث بشأن التطورات المرتبطة بالغارات الجوية الأمريكية الأخيرة التي استهدفت المواقع العسكرية للمليشيات الحوثية في عدة محافظات يمنية، وتأثيرها على الوضع الميداني، حيث ركزت غالبية هذه الضربات على صنعاء وصعدة، التي تعرضت وحدها لـ12 غارة جوية.
تحميل الحوثيين مسؤولية التصعيد وتداعياته
حمّل الاجتماع المليشيات الحوثية المسؤولية الكاملة عن التصعيد الأخير، وما ترتب عليه من عقوبات دولية وتداعيات أمنية، فضلاً عن عسكرة المياه الإقليمية ومفاقمة الأوضاع الإنسانية والمعيشية ومعاناة المواطنين اليمنيين.
وذكّر المجتمعون بالمبادرات العديدة التي قدمها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، من أجل إحلال السلام وإنهاء الحرب وتخفيف المعاناة الإنسانية، والتي قوبلت جميعها بتعنت من قبل مليشيا الحوثي وتصعيد مدمر امتد إلى تجريف سبل العيش واستهداف المنشآت النفطية وخطوط الملاحة الدولية.
إدانة الانتهاكات الحوثية وتحذيرات من التصعيد
أشار الاجتماع إلى الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها مليشيات الحوثي، ومحاولتها سلخ اليمن عن هويته الوطنية والعربية، محذراً إياها من مغبة أي تصعيد إضافي لتعويض عجزها الواضح في مواصلة تضليل الرأي العام.
وأكد المجتمعون جاهزية القوات المسلحة اليمنية وجميع التشكيلات العسكرية للتعامل بحزم مع أي مغامرات غير محسوبة، داعين مليشيا الحوثي إلى التخلي عن المشروع الإيراني التوسعي، والانحياز إلى مصالح الشعب اليمني، والجنوح إلى السلام وفقاً للمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، بما في ذلك القرار الأممي 2216.
التأكيد على أهمية دعم الدولة اليمنية الشرعية
جدد الاجتماع تأكيد موقف مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية على أن السبيل الأمثل لتحقيق الأمن الإقليمي والدولي يبدأ بدعم مؤسسات الدولة اليمنية وقواتها المسلحة، في إطار استراتيجية شاملة للشراكة مع المجتمع الإقليمي والدولي لتحرير ما تبقى من الأراضي اليمنية، وضمان الأمن والسلم الدوليين.
حضر الاجتماع أيضاً مدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية اللواء الركن أحمد العقيلي، إلى جانب ممثلين عن كافة التشكيلات العسكرية اليمنية.