ترامب يتوعد الحوثيين بعواقب وخيمة ويحمل إيران المسؤولية عن هجماتهم
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الاثنين 17 مارس 2025 أن أي هجوم آخر أو عمل انتقامي من الحوثيين سيقابل بقوة كبيرة، محذراً من أنه لا ضمان أن تلك القوة ستتوقف عند حد معين. وشدد على أن إيران ستتحمل المسؤولية الكاملة عن أي هجمات حوثية مستقبلية وستواجه “عواقب وخيمة”.
تصريحات ترامب الحادة حول الحوثيين وإيران
أوضح ترامب في تصريحات نشرها على منصة “تروث سوشيال” أن كل طلقة يوجهها الحوثيون ستعتبر، من هذه اللحظة، “طلقة أُطلقت من أسلحة وقيادة إيرانية”. وشدد قائلاً: “إيران ستتحمل المسؤولية، وستعاني من العواقب، وهذه العواقب ستكون وخيمة”.
ودعا ترامب إلى عدم السقوط فريسة للخداع، مشيراً إلى أن مئات الهجمات التي ينفذها الحوثيون “كلها تنبع من إيران وهي من صنعها”. وأضاف: “أي هجوم أو رد فعل آخر من قبل الحوثيين سيقابل بقوة كبيرة، وليس هناك ما يضمن أن تتوقف هذه القوة عند هذا الحد”.
اتهامات صريحة للدور الإيراني
اتهم الرئيس الأمريكي إيران بلعب دور “الضحية البريئة” لإرهابيين مارقين فقدوا السيطرة عليهم، مؤكداً أن الحقيقة مغايرة تماماً. وقال ترامب: “إنهم لم يفقدوا السيطرة. إنهم يملون كل خطوة، ويمنحونهم الأسلحة، ويزودونهم بالأموال والمعدات العسكرية المتطورة للغاية، وحتى ما يسمى المعلومات الاستخباراتية”.
وأوضح ترامب في رسالته أن طهران توجه كل خطوة، وتزود الحوثيين بالأسلحة، وتوفر لهم المال والمعدات العسكرية المتطورة. وقال: “سننظر إلى كل رصاصة يطلقها الحوثيون من الآن فصاعداً على أنها تطلق من أسلحة إيران وقيادتها”.
الضربات الأمريكية الأخيرة ضد الحوثيين
تأتي تصريحات ترامب بعد يومين من توجيه الولايات المتحدة ضربات عسكرية مكثفة ضد منشآت استراتيجية للحوثيين في اليمن يوم السبت. وارتفعت حصيلة الغارات الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن إلى 53 قتيلاً، بحسب حصيلة جديدة ونهائية أعلنتها وزارة الصحة التابعة للجماعة الأحد.
وكان ترامب قد أعلن يوم السبت أنه أمر بعمل عسكري “حاسم” ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، مطلقاً شرارة جديدة ضد الجماعة المدعومة من إيران. وأضاف أن الولايات المتحدة ستنشر “قوة مميتة ساحقة” ضد الجماعة “حتى نحقق هدفنا”.
وقُتل تسعة أشخاص على الأقل وجُرح تسعة آخرون في “غارات جوية بقيادة الولايات المتحدة”، السبت، وفقاً لوزارة الصحة التي يديرها الحوثيون.
تصعيد الموقف الأمريكي تجاه الحوثيين
أكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أن الولايات المتحدة ستستمر في شن ضربات “لا هوادة فيها” على الحوثيين في اليمن لحين وقف عملياتهم العسكرية التي تستهدف الأصول الأمريكية وحركة الشحن العالمي.
وقال هيغسيث، في تصريحات لقناة “فوكس نيوز” إن هذه الحملة جاءت رداً على عشرات الهجمات التي شنها الحوثيون على السفن منذ نوفمبر 2023.
خلفية الصراع والهجمات الحوثية
منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر 2024، يهاجم الحوثيون، الذين يسيطرون على مساحات واسعة من اليمن، السفن التجارية في البحر الأحمر.
وتركزت عملياتهم قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي في جنوب البحر الأحمر، حيث يستهدفون السفن التي يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو تلك المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، مبررين تحركاتهم بـ”التضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة”.
لكن في الواقع، فإن الكثير من السفن التي حاول الحوثيون استهدافها، لا علاقة لها بإسرائيل. واستهدف الحوثيون أكثر من 100 سفينة، وذلك باستخدام طائرات بدون طيار وصواريخ وزوارق صغيرة.
يمثل التصعيد الأخير في لهجة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه الحوثيين وإيران مؤشراً على تحول كبير في السياسة الأمريكية تجاه الصراع في اليمن والمنطقة. ومع إصرار ترامب على تحميل إيران المسؤولية المباشرة عن هجمات الحوثيين، تزداد المخاوف من احتمالية توسع نطاق الصراع ليشمل مواجهة مباشرة مع إيران.
وفي ظل استمرار الضربات الأمريكية ضد مواقع الحوثيين في اليمن، وتهديدات ترامب بالرد بقوة أكبر على أي هجمات جديدة، تبدو المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من التصعيد العسكري قد تكون لها تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار الإقليمي.