استشهاد ناجي أبو سيف “أبو حمزة” الناطق العسكري لسرايا القدس وزوجته في قصف إسرائيلي على غزة
أعلنت حركة الجهاد الإسلامي اليوم الثلاثاء استشهاد ناجي أبو سيف المعروف بـ”أبو حمزة”، الناطق الرسمي باسم سرايا القدس الجناح العسكري للحركة، وعائلته في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزله وسط قطاع غزة. يأتي هذا الاستهداف ضمن تصعيد إسرائيلي جديد على قطاع غزة بعد توقف دام أكثر من شهرين، أسفر عن سقوط مئات الشهداء والجرحى خلال ساعات قليلة. استشهد مع أبو حمزة زوجته شيماء أبو سيف وعدد من أفراد عائلته، في حين كشفت وسائل إعلام فلسطينية لأول مرة عن صورته الحقيقية التي ظلت مجهولة لسنوات طويلة نظراً للطبيعة السرية لعمله كناطق عسكري بارز للمقاومة الفلسطينية.
تفاصيل الاستهداف الإسرائيلي وضحاياه
أوضحت المصادر الفلسطينية أن ناجي أبو سيف “أبو حمزة” استشهد في غارة جوية استهدفت منزله وسط قطاع غزة. وقد أسفر القصف الإسرائيلي عن استشهاد زوجته شيماء أبو سيف (وشاح)، وشقيقه غسان ماهر أبو سيف وزوجته سارة أبو سيف (صباح)، بالإضافة إلى نجلهما سيف غسان ماهر أبو سيف، كما استشهدت ديما ماهر أبو سيف.
جاء استهداف أبو حمزة وعائلته في إطار استئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة فجر اليوم، حيث شنت الطائرات الحربية غارات جوية مكثفة استهدفت عدة مناطق في القطاع، وسط تصاعد القصف المدفعي والضربات الجوية. ويمثل هذا الاستهداف تصعيداً خطيراً في سياسة الاغتيالات الإسرائيلية التي تطال الشخصيات البارزة في فصائل المقاومة الفلسطينية وعائلاتهم.
حصيلة الضحايا في العدوان المتجدد
أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن عدد الشهداء ارتفع إلى 419 شهيداً، إضافة إلى أكثر من 528 جريحاً، بينهم حالات خطيرة جداً، في حصيلة أولية جراء المجازر التي ارتكبها الاحتلال منذ فجر اليوم في مختلف أنحاء القطاع. وفي تقارير أخرى أشارت المصادر إلى استشهاد 404 فلسطينيين وإصابة أكثر من 55 آخرين جراء الغارات الإسرائيلية. هذه الحصيلة المرتفعة تؤكد شدة وكثافة القصف الإسرائيلي المتجدد على قطاع غزة بعد فترة من التهدئة النسبية.
من هو ناجي أبو سيف “أبو حمزة”؟
يعتبر أبو حمزة، الاسم الحركي للمتحدث الرسمي باسم سرايا القدس، من أبرز الشخصيات الإعلامية في المقاومة الفلسطينية. ظل محافظاً على سرية هويته الأمنية لسنوات طويلة، إلى أن كشفت وسائل الإعلام الفلسطينية اليوم عن اسمه الحقيقي وهو ناجي ماهر أبو سيف. كما تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الصورة الحقيقية لـ”أبو حمزة” التي ظلت لسنوات مجهولة.
مسيرته كناطق عسكري
تولى أبو حمزة منصب الناطق العسكري باسم سرايا القدس منذ عام 2014، حيث تميز بظهوره المتكرر في المؤتمرات الصحفية والبيانات العسكرية، ناقلاً رسائل السرايا ومواقفها إلى الجمهور الفلسطيني والعالمي. ومنذ انطلاقته في العمل الإعلامي، تميز أبو حمزة بظهوره في مواقع مختلفة، مثل مساجد غزة، ووكالات الأنباء، وقنوات التلفزة.
أبرز محطاته الإعلامية
شهدت مسيرة أبو حمزة الإعلامية عدة محطات بارزة، منها:
- في مايو/أيار 2021، أكد أبو حمزة أن “شعاعنا الصاروخي وصل في هذه الحملة إلى الخضيرة وتل أبيب”، مشيراً إلى إدخال صواريخ جديدة ومتطورة للخدمة العسكرية، مثل صاروخ “القاسم المطور”.
- في يونيو/ حزيران 2021، أطلق أبو حمزة تصريحات هامة بعد عملية “سيف القدس”، مؤكداً أن سرايا القدس ستواصل هجماتها على مواقع الاحتلال الإسرائيلي في أي وقت، وأن “المقاومة الفلسطينية لن تكون خاضعة لأي ضغوطات أو تهديدات”.
- في اليوم الأول من 7 أكتوبر تشرين الأول 2023 قال: “اليوم، بدأنا معركة الانتقام والفخر. نحن في خضم حرب شاملة مع العدو الصهيوني، وهذه هي البداية فقط”.
- في يوليو تموز 2024، خلال معركة “طوفان الأقصى” أشار إلى أن عدداً من الأسرى الإسرائيليين حاولوا الانتحار بسبب الإحباط الناتج عن إهمال حكومتهم لهم، مؤكداً أن الاحتلال يواصل سياسة التعذيب بحق الأسرى الفلسطينيين.
تداعيات استهداف قيادات المقاومة الإعلامية
يشكل استهداف أبو حمزة نقطة تحول في مسار العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث يمثل استهداف الواجهات الإعلامية للمقاومة الفلسطينية، وليس فقط القيادات العسكرية. ويأتي هذا الاستهداف في سياق محاولات إسرائيل لإسكات الأصوات الإعلامية الفلسطينية التي تنقل صورة المقاومة ومواقفها إلى العالم.
إن استشهاد ناجي أبو سيف وعائلته يضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني والتي تستهدف كل مكونات المجتمع الفلسطيني، بما في ذلك الإعلاميين والمتحدثين الرسميين للفصائل الفلسطينية، في محاولة لكسر إرادة المقاومة وعزلها عن محيطها الشعبي والعالمي.