البنتاغون: كل الخيارات مطروحة ضد إيران رداً على هجمات الحوثيين
صعّدت الولايات المتحدة لهجتها ضد إيران وحلفائها الحوثيين في اليمن، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن “كل الخيارات مطروحة” فيما يتعلق بالخيارات العسكرية المحتملة ضد طهران. يأتي هذا التصعيد بعد سلسلة من الهجمات المتبادلة بين الحوثيين والقوات الأمريكية، حيث نفذت واشنطن ضربات عسكرية استهدفت أكثر من 30 موقعاً في اليمن، بينما زعمت جماعة الحوثي استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “هاري ترومان” بـ18 صاروخاً وطائرة مسيرة.
تصريحات البنتاغون وتهديدات ترامب لإيران
أكد المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، خلال إحاطة صحفية أن “كل الخيارات مطروحة” في إشارة إلى الإجراءات المحتملة ضد إيران. وقال بارنيل: “أعتقد أن منشور الرئيس (دونالد ترامب) عبر تروث سوشيال كان واضحاً تماماً، وأعتقد أن معناه واضح للجميع”.
من جانبه، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحات حادة على منصته الاجتماعية “تروث سوشيال” قائلاً: “سيُنظر إلى كل طلقة يُطلقها الحوثيون، من الآن فصاعداً، على أنها طلقة أطلقتها أسلحة وقيادة إيران، وستُحمّل إيران المسؤولية، وستتحمل العواقب، وستكون هذه العواقب وخيمة”.
الضربات الأمريكية الأخيرة ضد الحوثيين
خلال عطلة نهاية الأسبوع، أمر ترامب بشن ضربات “حاسمة” ضد الحوثيين، ما يعتبر تصعيداً جديداً ضد الجماعة المدعومة من إيران. وكشف مدير العمليات في البنتاغون أليكس غرينكويش، أن طائرات مقاتلة كانت على حاملة الطائرات هاري ترومان نفّذت ضربات ضد أكثر من 30 هدفاً في مواقع متعددة، بالإضافة إلى صواريخ كروز أُطلقت من المدمرة سوليفان والطراد جيتيسبيرغ.
وأوضح غرينكويش أن الضربات استهدفت منشآت تصنيع أسلحة، ومراكز قيادة وتحكم، وبنية تحتية للطائرات المسيرة، وكذلك قيادات حوثية، مشيراً إلى أن العديد من كبار خبراء الطائرات المسيرة الحوثيين كانوا من بين المستهدفين.
رد فعل الحوثيين والتصعيد المتبادل
زعم الحوثيون، يوم الأحد، إطلاق 18 صاروخاً وطائرة مسيرة على حاملة الطائرات الأمريكية “هاري ترومان” في شمال البحر الأحمر رداً على ما وصفوه بـ”العدوان” الأمريكي. وقال العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين: “لن نتردد في استهداف كافة القطع الحربية الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي رداً على العدوان على بلدنا”.
من جانبه، توعد زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، الولايات المتحدة الأمريكية بخيارات تصعيدية إضافية وقال: “اليمن سيواجه التصعيد بالتصعيد وسيرد على العدو الأمريكي باستهداف حاملات طائراته وبوارجه والحظر لسفنه”.
الدور الإيراني ومخاوف التصعيد الإقليمي
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن “مئات الهجمات التي يشنها الحوثيون جميعها تنبع من إيران، وهي من صنعها”. وأشار مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة الأمريكية إلى أن الإيرانيين “قاموا بتمويل وتزويد الحوثيين بالأسلحة على مدى سنوات”.
وفي رد فعل إيراني، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن بلاده سترد “بحزم وصرامة” على أي تحركات تنتهك سيادتها وأمنها ومصالحها. فيما وصف المرشد الإيراني علي خامنئي الشعب اليمني بأنه “منتصر حتماً” وأن الطريق الوحيد أمامه “المقاومة”.
تأثير الأزمة على الملاحة والتجارة العالمية
بدأ الحوثيون شن هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على سفن في البحر الأحمر أواخر 2023، فيما يصفونه بأنه “انتقام لحرب إسرائيل على غزة”. وأشارت التقارير إلى أن هذه الهجمات المتواصلة أثرت بشكل كبير على التجارة العالمية.
وأكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أن الحملة الأمريكية “تتعلق بحرية الملاحة واستعادة الردع”. وشدد المتحدث باسم البنتاغون على أن الهدف الرئيسي للعمليات الأمريكية هو “حماية طرق الملاحة الدولية” وتأمين هذه الطرق الحيوية لضمان سلامة التجارة العالمية.
تداعيات مستقبلية وسيناريوهات متوقعة
مع استمرار التهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وإيران والحوثيين من جهة أخرى، تزداد المخاوف من تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط. وقد حذر محللون من أن ربط الإدارة الأمريكية بين هجمات الحوثيين وإيران قد يؤدي إلى توسيع نطاق الصراع ليشمل مواجهة مباشرة مع طهران.
وتشير التصريحات المتشددة من كلا الجانبين إلى احتمالية استمرار دوامة العنف في الفترة القادمة، خاصة في ظل تمسك الحوثيين بمواصلة عملياتهم البحرية وإصرار واشنطن على استخدام “قوة قاتلة ساحقة” حتى تحقيق أهدافها.