“باي باي رشا”: القصة الكاملة لترحيل الطبيبة اللبنانية رشا علوية من الولايات المتحدة
أثارت قضية ترحيل الطبيبة اللبنانية رشا علوية من الولايات المتحدة جدلاً واسعاً خلال الأيام الماضية، خاصة بعد تعليق البيت الأبيض المثير للجدل على حسابه الرسمي. قامت السلطات الفيدرالية الأمريكية بترحيل علوية بعد العثور على صور ومقاطع فيديو لشخصيات بارزة في حزب الله على هاتفها، واعترافها بحضور جنازة الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله.
خلفية الطبيبة رشا علوية وسبب ترحيلها
رشا علوية، البالغة من العمر 34 عاماً، هي طبيبة متخصصة في زراعة الكلى وأستاذة في جامعة براون في ولاية رود آيلاند. عاشت في الولايات المتحدة منذ عام 2018، حيث جاءت بداية بتأشيرة طالب للمشاركة في زمالة أمراض الكلى في جامعة ولاية أوهايو، ثم التحقت ببرامج مماثلة في جامعة واشنطن وجامعة ييل.
وصلت علوية إلى مطار بوسطن يوم الخميس وخضعت للاستجواب من قبل ضباط إدارة الجمارك وحماية الحدود الذين قاموا بتفتيش هاتفها. كشفت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أن سبب ترحيلها يعود إلى سفرها إلى بيروت الشهر الماضي لحضور جنازة حسن نصر الله، بالإضافة إلى العثور على “صور ومقاطع فيديو متعاطفة” مع شخصيات بارزة في حزب الله على هاتفها المحمول.
تفاصيل الاستجواب والمواد المكتشفة
خلال الاستجواب، اعترفت علوية بأنها حضرت جنازة نصر الله وأنها تتابع تعاليمه “من منظور ديني” وليس سياسياً. وعند سؤالها عن الصور ومقاطع الفيديو لنصر الله وقادة آخرين مرتبطين بحزب الله، أوضحت أنها غير مهتمة بالسياسة وأنها تحتفظ بهذه الصور لأن هؤلاء القادة يحظون باحترام كبير لدى العديد من المسلمين الشيعة.
وقالت علوية خلال التحقيق: “لدي الكثير من مجموعات واتساب مع العائلة والأصدقاء الذين يرسلون هذه الصور. أنا مسلمة شيعية وهو شخصية دينية. لديه العديد من التعاليم وهو يحظى بتقدير عالٍ في المجتمع الشيعي”.
رد فعل البيت الأبيض والتعليق المثير للجدل
أثار رد فعل البيت الأبيض على حادثة الترحيل الكثير من الجدل، حيث نشر على حسابه الرسمي في منصة “إكس” (تويتر سابقاً) تعليقاً موجزاً يقول: “باي باي رشا”، مرفقاً بصورة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو يلوح بيده ويقول وداعاً.
كما أصدرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية بياناً أوضحت فيه: “في الشهر الماضي، سافرت رشا علوية إلى بيروت، لبنان، لحضور جنازة حسن نصر الله، الإرهابي الوحشي الذي قاد حزب الله، والمسؤول عن مقتل مئات الأمريكيين على مدار أربعة عقود من الهجمات الإرهابية. وقد اعترفت علوية بذلك علناً لمسؤولي الجمارك وحماية الحدود، بالإضافة إلى دعمها لنصر الله.”
الإجراءات القانونية ومحاولة منع الترحيل
بعد استجوابها، أبلغ مسؤولو إدارة الجمارك وحماية الحدود علوية بأنها مُنعت من الدخول، وتم إلغاء تأشيرتها، وتم فرض حظر مدته خمس سنوات على عودتها إلى الولايات المتحدة. وحاول فريق قانوني يمثلها منع ترحيلها من خلال تقديم التماس للمثول أمام المحكمة.
تم تسجيل الطلب في المحكمة الفيدرالية في بوسطن في الساعة 6:43 مساءً، وبعد نصف ساعة تقريباً، أصدر القاضي ليون سوركين أمراً يقضي بعدم نقل علوية خارج منطقة ماساتشوستس دون إخطار المحكمة. ومع ذلك، غادرت الطائرة المطار في الساعة 7:59 مساءً، مما يعني أن ترحيلها تم تنفيذه قبل أن تتمكن المحكمة من إيقافه فعلياً.
رسالة الإدارة الأمريكية: التأشيرة امتياز وليست حقاً
أكدت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية في بيانها حول القضية أن “التأشيرة امتياز وليست حقاً”، وأن “تمجيد ودعم الإرهابيين الذين يقتلون الأمريكيين يُعدّ سبباً لرفض إصدار التأشيرة”.
يبدو أن الإدارة الأمريكية تريد توجيه رسالة واضحة بأنها لن تتساهل مع أي شخص يُظهر تعاطفاً مع جماعات تصنفها كمنظمات إرهابية، حتى وإن كان ذلك الشخص يحمل مؤهلات علمية عالية أو يساهم في المجتمع الأمريكي.