رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر الفلسطينية: لا شرعية بدون غزة والعوائل مع مقاومتها
استنكر رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر الفلسطينية، المختار أبو سلمان المغني، تصريحات الاحتلال الإسرائيلي برغبته في أن تحل العشائر مكان حركة حماس في إدارة قطاع غزة بعد استئناف العدوان وإضعاف سيطرة المقاومة على القطاع. وأكد المغني في تصريحات نقلتها وسائل إعلام فلسطينية أن “لا شرعية بدون غزة؛ والعوائل مع مقاومتها؛ ولدنا أحرار ولن يفرض أحد إرادته على شعبنا؛ ولن يأتي أحد من تحت البندقية الإسرائيلية”. هذه التصريحات تأتي في وقت تستمر فيه المحاولات الإسرائيلية لخلق بدائل عن حركة حماس في غزة عبر استهداف العشائر والعائلات الفلسطينية التي أكدت رفضها القاطع لأي دور يراد منه الالتفاف على المقاومة الفلسطينية.
مخططات الاحتلال لاستبدال حماس بالعشائر
نقلت صحيفة هاريتز العبرية عن مصدر مطلع قوله إن حكومة الاحتلال “تأمل أن تحل العشائر محل حماس في حالة إضعاف سيطرتها المدنية”. هذه المحاولات ليست الأولى، فقد كشفت مصادر فلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي وجهات إقليمية ودولية أجرت اتصالات مع العشائر لتحل محل الجهات الحكومية في غزة خاصة بعد التصعيد الأخير واستئناف العدوان على القطاع.
وأوضح المغني في تصريحاته أن محاولات الاحتلال لاختراق البنية الاجتماعية الفلسطينية لم تتوقف، حيث تم استشهاد عدد من رموز العشائر والعائلات، واستهداف أطفالهم ومنازلهم وممتلكاتهم نتيجة لرفضهم مخططات الاحتلال. وقد تزامنت هذه التحركات الإسرائيلية مع اعتراف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أيام عن فشل خطته لمنح العائلات الفلسطينية والعشائر في غزة السيطرة على القطاع.
محاولات متكررة لإيجاد بديل عن المقاومة
أكد المفوض العام للجنة العليا لعشائر غزة وعائلاتها، عقيف الماس، في يوليو الماضي أن “جميع محاولات الاحتلال الإسرائيلي لاختراق العشائر لم تنجح، وأراد الاحتلال إنشاء أجسام بديلة لحركة حماس في غزة”. وأضاف أن “العشائر والعائلات رفضت بشكل قاطع أي اتصال مع الاحتلال الإسرائيلي، وأعلنت عن حظر التواصل مع الاحتلال بجميع أشكاله، بما في ذلك تلقي المساعدات الإنسانية من الاحتلال”.
وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن منسق أعمال حكومة إسرائيل بالقطاع تواصل شخصياً مع وجهاء القطاع، لكن عرضه رفض. كما أفادت المصادر أن وجهاء عائلات غزة أبلغوا مسؤولين أمميين في اجتماع عقد في 13 مارس/آذار 2024، برفضهم أي تعاون إلا عبر حكومة القطاع.
موقف العشائر الفلسطينية من محاولات الاستقطاب
شدد المختار أبو سلمان المغني على أن موقف العشائر ثابت وواحد لا يمكن أن يتغير، وهو أنها لا يمكن أن تقبل بأن تكون بديلاً عن الحكومة، مضيفاً “لن نكون بديلاً عمن اختاره شعبنا ممثلاً له، وسنظل مع اختيار شعبنا حتى إجراء الانتخابات”.
ويأتي هذا الموقف الرافض في وقت يحاول فيه الاحتلال الإسرائيلي الالتفاف على العشائر بزعم تمرير المساعدات، بينما أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” أن أكبر مستودعات المساعدات التابعة لها في رفح جنوبي القطاع تعرض للقصف، مما أدى إلى إصابة العشرات.
إشادة حماس والنشطاء بموقف العشائر
أشادت حركة المقاومة الإسلامية حماس بالموقف الوطني المسؤول لعائلات وعشائر غزة ورفضها التجاوب مع “المخططات الخبيثة” للاحتلال الصهيوني الهادفة إلى خلق أجسام تنسيقية شاذة عن الصف الوطني الفلسطيني. وأثنت في بيان لها على دعم العائلات والعشائر للمقاومة والحكومة وأجهزتها الشرطية والأمنية، ووصفت موقف العائلات والعشائر بـ”الأصيل”.
وعبر ناشطون عبر منصة إكس عن سعادتهم بموقف عائلات ووجهاء غزة، واعتبروا أن هذا الموقف دليل على أن المقاومة لا تزال تحتفظ بحاضنتها الشعبية، ولا يزال الشعب متشبثاً بها ومؤيداً لتحركاتها.
تداعيات فشل مخطط الاحتلال
رأى محللون فلسطينيون أن موقف العشائر الفلسطينية يمثل استفتاءً جديداً للمقاومة، وتأكيداً على صلابة الحاضنة الشعبية التي تلتف حولها بالرغم من كل ما حدث. وأوضح الصحفي الفلسطيني إسماعيل الثوابتة أن العشائر الفلسطينية لقنت الاحتلال “الإسرائيلي” درساً قاسياً، مشيراً إلى أن الاحتلال أراد ضرب النسيج الفلسطيني باستبدال وتغيير الواقع.
وعد السياسي أحمد رمضان أن خطة الاحتلال منية، وفيها أسماء عربية، هدفها زرع فتنة وإحداث نزاع داخلي، مشيراً إلى أنه تم نقل أشخاص من القطاع إلى فرقة غلاف غزة وتم الضغط عليهم للتعاون بشأن المساعدات، لكنهم رفضوا بشدة.
استمرار الرفض الفلسطيني للتدخلات الخارجية
يظهر موقف العشائر الفلسطينية وتصريحات المختار أبو سلمان المغني موقفاً فلسطينياً موحداً رافضاً لأي محاولات إسرائيلية لخلق بدائل عن المقاومة الفلسطينية أو فرض واقع جديد في قطاع غزة. وتؤكد هذه المواقف على وحدة الموقف الفلسطيني تجاه محاولات الاختراق الإسرائيلية، وعلى استمرار التفاف الشعب الفلسطيني حول خيار المقاومة رغم المعاناة الشديدة التي يواجهها جراء العدوان المستمر.
ورغم الدمار والمعاناة، فإن مقاومة غزة لا تزال حاضرة بقوة في الميدان، ولديها سيطرة على الوضع، وعلى اطلاع بخطط الاحتلال ومن يتعاون معه، وما فشل نتنياهو في تحقيقه بعد شهور من العدوان لن يحصل عليه بألاعيب أمنية وسياسية تستهدف النسيج الاجتماعي الفلسطيني.