احتجاجات في إزمير ضد حكومة تركيا ودعم لإمام أوغلو
في تحرك لافت، تجمع اليوم في مدينة إزمير مجموعة واسعة من القادة المحليين، المنظمات المهنية، ممثلي المنظمات غير الحكومية، والأحزاب السياسية والمواطنين احتجاجًا على ما وصفوه بـ “الاغتصاب” لإرادة الشعب في تركيا. جاء هذا التجمع بدعوة من قوى العمل والديمقراطية في إزمير احتجاجًا على عملية إعادة الهيكلة ضد رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، الذي يواجه اتهامات تشوبها الانتقادات.
شعارات المقاومة في الشوارع
حمل المتظاهرون في شوارع إزمير شعارات قوية خلال المسيرة، حيث رددوا هتافات مناهضة للحكومة مثل “لا خلاص وحدنا، إما جميعًا معًا أو لا أحد منا”، “كل مكان إسطنبول، كل مكان مقاومة”، و”استقالة الحكومة” ، “استقالة الحكومة”، “هذه مجرد البداية، فلنواصل النضال”، “سننتصر بالمقاومة”، “العدالة والقانون والعدالة”، “حزب العدالة والتنمية اللص والقاتل”، “أردوغان اللص والقاتل”، إضافة إلى شعارات تدين “الفاشية” وتندد بـ “الديكتاتورية” التي يقودها الرئيس رجب طيب أردوغان.
وكانت الرسالة واضحة: رفض القمع السياسي، والتأكيد على دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
الاتهامات بالتوجه نحو الفاشية
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمام مركز توركان سيلان الثقافي، أشار صفا يلماز، رئيس نقابة المحامين في إزمير، إلى تصاعد الفاشية في تركيا، حيث قال: “حرب الاستقلال التي بدأت عام 1919 مستمرة، والحرب ضد الفكر الرجعي المتعصب لا تزال مستمرة”. وأضاف أن البلاد تشهد تراجعًا في الديمقراطية، قائلاً: “لا يوجد قانون، لا ديمقراطية، لا اقتصاد، ولا سلام اجتماعي. بينما يعيش المسؤولون في الرفاهية، يعاني الملايين من الفقر”.
اتهم يلماز الحكومة بتنظيم عمليات من أجل تصفية خصومها السياسيين، مشيرًا إلى أن اعتقال إمام أوغلو لم يكن إلا جزءًا من هذه الاستراتيجية. كما وصف هذه الأحداث بأنها عملية “ترهيب” للبلاد بأكملها، تهدف إلى نشر الخوف والقمع بين الشعب. وقال: “ما حدث لأكرم إمام أوغلو هو في الحقيقة رسالة إلى الجميع بضرورة الخوف من السلطات الحاكمة”.
التضامن مع إمام أوغلو من قيادات حزب الخير
وفي إطار التصعيد السياسي، أصدر 81 من رؤساء الأقاليم في حزب الخير بيانًا مشتركًا دعمًا لأكرم إمام أوغلو، حيث أدانوا اعتقاله واعتبروا أنه يشكل تهديدًا كبيرًا للديمقراطية والعدالة في تركيا. وفي بيانهم، أعربوا عن رفضهم لعملية الاعتقال، مؤكدين أن “إرادة الأمة فوق كل إرادة” وأن الاعتقال يتناقض مع تقاليد الديمقراطية التركية.
وأضاف رئيس بلدية أنقرة، ينير يلدريم، في تصريح له: “نحن ملتزمون بكل إخلاص بتراكم وتقاليد الديمقراطية التركية التي استمرت 150 عامًا، ونحن نصرخ بحقيقة أن القانون والديمقراطية احتياجات أساسية”. وأكد أن عملية اعتقال إمام أوغلو تمثل يومًا مظلمًا في تاريخ تركيا السياسي.
النتيجة والتحديات المستقبلية
هذه الاحتجاجات والتصريحات السياسية تعكس تنامي حالة الاستقطاب السياسي في تركيا، خاصة في ظل تصاعد القلق بين المعارضة من تراجع الديمقراطية والحريات العامة. ورغم التوترات الحالية، يبقى العديد من السياسيين والشخصيات العامة في تركيا مصممين على مقاومة ما يعتبرونه محاولات لتقويض إرادة الشعب وإخضاع النظام الديمقراطي.
إن مسار التطورات في تركيا خلال الأيام القادمة سيحدد إلى أي مدى ستتواصل هذه الاحتجاجات وتستمر في التأثير على السياسة التركية، في وقت يعاني فيه الشعب التركي من أزمات متعددة، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي.