استأنفت إسرائيل، فجر أمس الثلاثاء، حربها على قطاع غزة، وقامت قواتها باجتياح جوي بحري شامل لمختلف الأنحاء موقعة نحو 1000 قتيل وجريح، وتوعدت بمواصلة القتال حتى «إعادة الرهائن»، مؤكدة أن استئناف الحرب جاء بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة.
فيما اتهمت حركة «حماس»، إسرائيل، بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، وحملت واشنطن المسؤولية عن استئناف الحرب.
وأكدت أنها تعمل مع الوسطاء لإنهاء التصعيد، كما أعلنت مقتل عدد من قياديها بينهم رئيس حكومة غزة، إلى جانب إعلان حركة الجهاد الإسلامي مقتل المتحدث باسم «سرايا القدس» أبو حمزة، في حين أكد الصليب الأحمر أن منشآت غزة الطبية تعاني ضغطاً شديداً يفوق قدرتها بعد الضربات الإسرائيلية، واتهمت عائلات الرهائن الإسرائيليين بنيامين نتنياهو بـ«التضحية» بأبنائها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي فجر أمس الثلاثاء أنه «بناء على توجيهات المستوى السياسي»، بدأت القوات «هجوماً واسعاً على أهداف تابعة لحركة حماس في أنحاء قطاع غزة».
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة القتلى بلغت 413 وأكثر 500 جريح. وقال المدير العام للمستشفيات في الوزارة محمد زقوت إن غالبية الضحايا من الأطفال والنساء، مشيرا إلى وقوع «مئات المصابين بينهم عشرات في حالات خطِرة وحرجة، جراء سلسلة الغارات الجوية العنيفة والدموية» على القطاع المدمّر.
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل أن الجيش استهدف بالغارات الجوية والقصف المدفعي «خيام النازحين ومراكز إيواء النازحين ومنازل على سكّانها المدنيين، واستهدف نقاطاً للشرطة والحكومة وطرقات».
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية، أن الغارات أمر بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يسرائيل كاتس عقب «رفض حماس المتكرّر إطلاق سراح رهائننا ورفضها لكلّ المقترحات التي تلقّتها من المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف والوسطاء». وحذّرت من أنّ «إسرائيل ستتحرّك الآن ضدّ حماس بقوة عسكرية متزايدة».
وحذر كاتس من أن إسرائيل لن تتوقف «عن القتال طالما لم تتم إعادة الرهائن إلى ديارهم ولم تتحقق جميع أهدافنا من الحرب». كما حذّر كاتس حركة «حماس» من أن «قواعد اللعبة تغيّرت». ودعا الجيش الإسرائيلي السكان إلى إخلاء مناطق مختلفة في قطاع غزة.
وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن إسرائيل «استشارت» إدارة دونالد ترامب قبل أن تشنّ غاراتها على القطاع.
من جهته، أكد قيادي في «حماس» أن الحركة تعمل مع الوسطاء في اتفاق الهدنة، أي الولايات المتحدة وقطر ومصر، على «لجم العدوان» الإسرائيلي.
ومن جهته، اعتبر عضو المكتب السياسي لحماس عزّت الرشق أن «قرار نتنياهو بعودة الحرب هو قرار بالتضحية بأسراه وحكم بالإعدام ضدّهم»، مضيفاً أنّ «نتنياهو قرّر استئناف حرب الإبادة بوصفها قارب نجاة له من الأزمات الداخلية».
وطالبت حماس الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالانعقاد العاجل لأخذ قرار «يُلزم إسرائيل بوقف عدوانها». وحمّلت حماس واشنطن «المسؤولية الكاملة عن المجازر» في قطاع غزة من خلال دعمها العسكري والسياسي لإسرائيل.
وأعلنت «حماس» مقتل خمسة من قادتها يتقدمهم رئيس حكومتها في غزة عصام الدعاليس، إلى جانب وكيل وزارة الداخلية اللواء محمود أبو وطفة ومدير عام جهاز الأمن الداخلي اللواء بهجت أبو سلطان ووكيل وزارة العدل أحمد الحتة.
كما أفاد مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي بمقتل أبو حمزة، المتحدث باسم جناحها العسكري «سرايا القدس».
في غضون ذلك، حذّر الصليب الأحمر من أن الكثير من المنشآت الطبية في غزة يعاني ضغطاً شديداً يفوق قدرتها بعد القصف الإسرائيلي الأخير للقطاع، بينما أفادت منظمة الصحة العالمية عن شح في الأدوية.
وقال الناطق باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر توماسو ديلا لونغا في جنيف إن العاملين في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أفادوا بأن العديد من المنشآت الصحية في أنحاء غزة تعاني حرفياً من ضغط شديد يفوق قدراتها.
وحذر الناطق باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش من نفاد مخزونات الأدوية.
وقال للصحفيين: «للأسف، هناك خطر بألاّ يتمكن العاملون في قطاع الصحة من تقديم العلاج لمختلف الحالات المرضية، وليس للإصابات فحسب».
إلى ذلك، اتهم منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين، أمس الثلاثاء، نتنياهو بالتضحية بالمحتجزين في غزة، مطالباً بالتوقف عن قتل هؤلاء.
وذكر المنتدى في بيان أنه على الرغم من العديد من الطلبات «لم يلتق مسؤولو الحكومة بنا، لأنهم كانوا يعدون لنسف وقف إطلاق النار الذي قد يؤدي إلى التضحية بالرهائن».