ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 591 شهيداً و1042 مصاباً خلال 72 ساعة
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة اليوم الخميس (20 مارس 2025) ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع إلى 591 شهيداً وأكثر من 1042 مصاباً خلال الـ72 ساعة الماضية، في ظل استمرار الغارات الجوية العنيفة التي تستهدف المدنيين. هذه الأرقام المروعة تأتي وسط عجز فرق الإنقاذ عن الوصول إلى العديد من الضحايا العالقين تحت الأنقاض بسبب نقص المعدات والإمكانيات، مما يعني أن الأعداد الحقيقية قد تكون أعلى بكثير.
تفاصيل الحصيلة المعلنة والاستهداف المباشر للمدنيين
أوضح المكتب الإعلامي الحكومي في بيان صحفي أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب منذ فجر الثلاثاء عشرات المجازر في مختلف مناطق قطاع غزة، عبر قصف جوي عنيف استهدف منازل المدنيين بشكل مباشر وبدون سابق إنذار، مما أدى إلى استشهاد 591 فلسطينياً وإصابة 1042 آخرين ممن تمكنوا من الوصول إلى المستشفيات.
كما أشار البيان إلى أن نسبة الشهداء من الأطفال والنساء والمسنين تجاوزت 70% من إجمالي الضحايا الذين ارتقوا خلال هذه الفترة، وهو ما يؤكد أن الاحتلال يواصل استهدافه المباشر للمدنيين في إطار جريمة إبادة جماعية ممنهجة.
تكمن خطورة الأمر في أن هذه الأعداد مرشحة للارتفاع بشكل كبير، حيث لا يزال عدد غير معروف من الضحايا تحت الأنقاض، في ظل عجز فرق الإنقاذ عن انتشالهم نتيجة انعدام الوقود وشلل معدات الدفاع المدني. هذا الوضع المأساوي يجعل من الصعب تحديد الحصيلة النهائية للضحايا، خاصة مع استمرار العدوان واستهداف المناطق المدنية.
معاناة فرق الدفاع المدني وعجزها عن انتشال الضحايا
يعاني جهاز الدفاع المدني في غزة من أزمة حقيقية في القدرة على أداء مهامه الإنسانية، حيث أكد المتحدث باسم الجهاز، الرائد محمود بصل، أن الجهاز يمر بمرحلة صعبة ومأساوية مع انهيار تام في المعدات الخدماتية، وذلك عقب التدمير الذي تعرضت له أجهزته طوال فترة 15 شهراً مضت من حرب الإبادة على القطاع.
وأوضح بصل أن “عجز أجهزة الدفاع المدني يعود لعدم وجود أجهزة ومقدرات ومعدات ثقيلة من خلالها يمكن القيام بانتشال الشهداء العالقين تحت ركام المنازل المدمرة”. وأشار إلى أن “عمليات الانتشال التي تقوم بها طواقم الدفاع المدني تعتمد على أدوات بدائية بسيطة لا ترقى للاستخدام في ظل كثافة القصف والاستهداف المباشر للمواطنين مما يعمل على عدم قدرتنا على انتشال جميع العالقين تحت الأنقاض”.
في فبراير/شباط الماضي، قال المكتب الإعلامي الحكومي إن قطاع غزة يحتاج لأكثر من 500 معدة ثقيلة تشمل الجرافات والحفارات والرافعات وغيرها. هذا النقص الحاد في المعدات الضرورية أدى إلى بقاء آلاف الضحايا تحت الأنقاض، حيث بيّن بصل أن الكثير من العائلات ظلّت جثامينها عالقة تحت أنقاض منازلها، ولم تستطع طواقم الدفاع المدني إخراجهم، وبالتالي سيضافون لسجل العالقين والبالغ عددهم أكثر من عشرة آلاف شهيد.
توصيف العدوان وموقف المكتب الإعلامي الحكومي
وصف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة هذا التصعيد بأنه “عدوان وحشي يعكس نية الاحتلال المبيّتة لاستكمال جريمة الإبادة الجماعية بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة، في ظل دعم أمريكي وصمت دولي مشين”. كما أدان المكتب “بأشد العبارات استمرار الاحتلال في ارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل”.
وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية “المسؤولية الكاملة عن استمرار القتل الجماعي والتطهير العرقي” بحق الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن “هذا العدوان لن يُرهب أو يكسر صمود” سكان غزة. وشدد على أن “ما يقوم به العدو ما هو إلا انتهاك واضح لحقوق الإنسان، وسياسة تطهير يجب أن يحاسب عليها العدو عبر التحقيق من المنظمات والمؤسسات الدولية”.
مناشدات للمجتمع الدولي للتحرك العاجل
دعا المكتب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والأممية إلى “التحرك العاجل لوقف هذه المجازر الوحشية والضغط على الاحتلال المجرم لفتح المعابر فوراً، وإدخال المساعدات الطبية والإنسانية لإنقاذ ما تبقى من الحياة في قطاع غزة”. كما ناشد “الشعوب الحرة إلى الخروج في احتجاجات واسعة رفضاً لهذا العدوان الوحشي”.
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني، الرائد محمود بصل، أن “ما يحدث يتطلب حراكاً عاجلاً من المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي لضرورة التدخل وإيقاف نزيف الدماء في ظل الحصار والمجاعة التي تضرب القطاع”. كما شدد على أن “ما يصرح به جيش العدو وحكومته في تبرير القصف على غزة أكاذيب لا أساس لها من الصحة يغذي بها إعلامه ليتحصل على التعاطف الدولي”.
توقيت العدوان واستئناف الحرب
تُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي شن عدوانها على قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي، مستأنفة الحرب التي جاءت بعد 57 يوماً من تهدئة هشة دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025. وقد استأنفت حكومة الاحتلال الإسرائيلي الحرب بشكل مفاجئ وعنيف فجر الثلاثاء 18 مارس 2025، حيث كثفت غاراتها الجوية الواسعة التي طالت معظم مناطق قطاع غزة.
استهدفت الغارات المدنيين وقت السحور، واستهدفت منازل المدنيين بشكل مباشر وبدون سابق إنذار، مما أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا خلال وقت قصير. وفي ظل الظروف الصعبة التي يعيشها سكان القطاع نتيجة إغلاق المعابر ومنع دخول الغذاء والدواء والوقود منذ مطلع مارس/آذار الجاري، فإن هذا التصعيد العسكري يفاقم من المأساة الإنسانية في القطاع.
h2>في ظل الأعداد المرتفعة للضحايا والمصابين، وفي ظل عجز فرق الإنقاذ عن الوصول إلى العديد من الضحايا العالقين تحت الأنقاض، تزداد المأساة الإنسانية في قطاع غزة تفاقماً يوماً بعد يوم. وتبقى المناشدات المتكررة للمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف هذا العدوان وإنقاذ المدنيين هي الأمل الوحيد لإنهاء معاناة سكان القطاع.
إن ما يجري في غزة، وفق وصف الدفاع المدني الفلسطيني، هو “مشهد قاس وصعب والأحداث دامية ولا يمكن لأي عقل أن يتخيل ما يحدث”، حيث “خلال أقل من 24 ساعة استشهد أكثر من 170 طفلاً وأكثر من 80 امرأة، وعائلات مسحت من السجل المدني”. هذا الواقع المؤلم يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً ومسؤولاً لوقف نزيف الدم المستمر في القطاع.