تركيا: اعتقال 37 شخصاً بسبب منشورات عن إمام أوغلو وإجراءات عاجلة لوقف انهيار الليرة
أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي قايا، اليوم الخميس، أن السلطات الأمنية اعتقلت 37 مشتبهاً بهم لنشرهم “منشورات استفزازية تحرض على الجريمة والكراهية” فيما يتعلق باعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو. تأتي هذه الاعتقالات في وقت يتخذ فيه البنك المركزي التركي إجراءات عاجلة لوقف انهيار الليرة التركية التي هبطت إلى مستويات قياسية غير مسبوقة عقب اعتقال إمام أوغلو.
حملة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي
صرح وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا عبر منصة “إكس” أن السلطات حددت 261 حساباً على وسائل التواصل الاجتماعي منها 62 في الخارج كتبت “منشورات استفزازية” بعد اعتقال إمام أوغلو و105 آخرين، وأضاف أن السلطات تواصل بذل الجهود لتعقب باقي المشتبه بهم.
وأشار الوزير إلى أن منصة “إكس” شهدت مشاركة 18.6 مليون منشور عن إمام أوغلو في أقل من 24 ساعة من اعتقاله، مما يعكس حجم التفاعل مع هذا الحدث السياسي البارز في تركيا.
تعتبر هذه الاعتقالات امتداداً للحملة الأمنية الواسعة التي بدأت يوم الأربعاء، والتي شملت اعتقال أكرم إمام أوغلو نفسه بتهم تتعلق بالفساد ومساعدة جماعة إرهابية، بالإضافة إلى أكثر من 100 شخص آخرين، بينهم سياسيون وصحفيون ورجال أعمال.
التحفظ على شركة إمام أوغلو
وفي إطار الإجراءات المرتبطة بالقضية، أعلن مكتب المدعي العام في إسطنبول أن السلطات تحفظت على شركة البناء المملوكة بشكل مشترك لإمام أوغلو. ووفقاً للبيان الصادر في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، فإن التحفظ على شركة “إمام أوغلو للإنشاءات والتجارة والصناعة” تم بناء على قرار من محكمة استناداً إلى تقارير التحقيق في جرائم مالية.
اضطرابات حادة في الأسواق المالية
تسبب اعتقال إمام أوغلو، الذي يُعد أحد أبرز المنافسين السياسيين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في اضطرابات حادة في الأسواق المالية التركية. وهبطت الليرة التركية إلى قاع غير مسبوق في تاريخها فاقدة 11.9 في المائة من قيمتها في بداية تعاملات الأربعاء.
وقفز سعر الدولار مقابل الليرة التركية إلى 42 ليرة في بداية التعاملات، من مستوى إغلاق سابق عند 36.67 ليرة للدولار، كما تجاوز سعر اليورو 44 ليرة.
وتزامناً مع هبوط العملة، أوقفت بورصة إسطنبول التداول على الأسهم مؤقتاً، إثر هبوط حاد في المؤشرات تخطى 5 في المائة. وفتح مؤشر بورصة إسطنبول (بيست 100) تعاملاته على انخفاض بنسبة نحو 7 في المائة عند 10060 نقطة، وخسر مؤشر البنوك 7.02 في المائة، وتراجعت مؤشرات جميع القطاعات، وكان أكثرها تراجعاً قطاع الاتصالات بنسبة 7.56 في المائة.
البنك المركزي يتدخل لوقف انهيار الليرة
في محاولة لامتصاص الصدمة التي تسبب فيها اعتقال إمام أوغلو، أعلن البنك المركزي التركي اليوم الخميس أنه سيبدأ معاملات بيع العملات الأجنبية الآجلة بالليرة التركية.
وقال البنك في بيان إن هذه الخطوة تأتي “من أجل ضمان التشغيل السليم لسوق الصرف الأجنبي، ومنع التقلبات المحتملة في أسعار الصرف، وموازنة سيولة النقد الأجنبي”.
وأفادت مصادر مصرفية أن البنوك الحكومية التركية باعت نحو 8 مليارات دولار حتى منتصف يوم الأربعاء، في محاولة لدعم الليرة، التي انخفضت بشكل حاد بعد اعتقال إمام أوغلو.
خلفية سياسية وتداعيات مستقبلية
يُنظر إلى اعتقال إمام أوغلو من قبل معارضيه على أنه ذو دوافع سياسية، حيث صرح حزب الشعب الجمهوري المعارض أن الخطوة تمثل “محاولة انقلاب على الرئيس المقبل”، في إشارة إلى طموحات إمام أوغلو الرئاسية.
ويرى خبراء اقتصاديون أن عملية اعتقال إمام أوغلو “سترخي بظلالها السلبية على الإصلاحات الاقتصادية في البلاد، التي انطلقت بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مايو (أيار) 2023″، وأن “هذه الخطوة تشير إلى ازدياد المخاطر السياسية وتقديم الاعتبارات السياسية على القرارات الاقتصادية؛ مما قد يقوض جهود استعادة الاستقرار الاقتصادي، التي كان يعول عليها المستثمرون”.
تعكس هذه التطورات المتسارعة تزايد التو