تصاعد أزمة إقالة رئيس الشاباك في إسرائيل وتحذيرات من حرب أهلية
في تصاعد لأزمة إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين، حذر رئيس محكمة العدل العليا الإسرائيلية الأسبق، أهارون باراك، في حديث متلفز مساء الخميس، من أن إسرائيل قد تنزلق نحو حرب أهلية بسبب تفاقم الانقسامات الداخلية، مشبهاً الوضع بـ”قطار خارج عن القضبان ينحدر إلى الهاوية”.
الانقسام الإسرائيلي الداخلي يتفاقم
قال باراك: “المشكلة الأكبر التي تواجه المجتمع الإسرائيلي اليوم هي الانقسام العميق بين الإسرائيليين أنفسهم، وهو ما أسميه الجبهة الثامنة. هذا الانقسام يتفاقم وأخشى أن ينتهي كما ينتهي القطار الخارج عن القضبان، بالانحدار إلى الهاوية وحدوث حرب أهلية”.
وأضاف: “هذا التصدع داخل المجتمع اليهودي يتدهور وفي النهاية، أخشى أنه سيكون مثل قطار ينطلق من القضبان ويغرق في هوة تسبب في حرب أهلية”.
جاءت تصريحات باراك في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر السياسي الداخلي في إسرائيل، خاصة مع اجتماع الحكومة الإسرائيلية للتصويت على إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار.
إقالة رئيس الشاباك
وفيما يتعلق بعزم الحكومة إقالة رئيس جهاز الشاباك، شدد باراك على أن “الحكومة تمتلك سلطة عزله بموجب قانون الجهاز، لكن السؤال هو: ما الأسباب الحقيقية وراء القرار؟ الادعاء بأن الثقة به قد تلاشت ليس سببًا قانونيا كافيا”.
وأضاف: “رئيس الشاباك ليس موظفًا يخضع لمبدأ الولاء الشخصي، بل يجب أن تمر إقالته عبر لجنة مختصة. لو كنت قاضيًا في المحكمة العليا وقدم إليّ هذا الملف، كنت سأحكم بعدم شرعية الإقالة بسبب عدم معقوليتها وتضارب المصالح”.
وتأتي هذه التصريحات في ظل قيام جهاز الشاباك بإجراء تحقيق في قضية “قطر غيت”، التي يُزعم تورط مقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فيها.
احتجاجات في الشارع الإسرائيلي
بالتزامن مع تصريحات باراك، تظاهر آلاف الإسرائيليين مساء الخميس بالقرب من مقر إقامة رئيس الحكومة في مدينة القدس المحتلة، للمطالبة بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، ورفضا لاستمرار الحرب على غزة، واعتراضا على محاولات إقالة رئيس الشاباك والمستشارة القضائية.
وفي رسالة بعثها رئيس الشاباك رونين بار إلى نتنياهو، قال شارحا سبب عدم حضوره الاجتماع: “الردّ الجوهريّ على مثل هذه الادعاءات يتطلب عملية منظمة، تتضمّن تقديم الوثائق ذات الصلة، وليس عملية تبدو مُدبّرة ونتائجها محددة مسبقًا”.
دعوات لوقف التصعيد وردود فعل متباينة
دعا باراك الجميع إلى “التوقف عن التصعيد”، مؤكداً أنه “يجب أن نعمل بكل الطرق الممكنة من أجل التوصل إلى توافق بين الأطراف المتنازعة”.
وقال: “المشكلة أن الجمهور الإسرائيلي لا يسعى إلى التوافق، بل يعتمد فقط على القوة. الكنيست يقول إنهم ائتلاف من 64 عضوًا، وبالتالي يمكنهم فصل رئيس الشاباك والمستشارة القانونية للحكومة، وتعيين مفوض شكاوى القضاة بشكل سياسي. يجب أن يتوقف هذا التوجه”.
في المقابل، هاجم وزير التعليم الإسرائيلي يوآف كيش باراك، قائلاً: إنه “يهدد بحرب أهلية”، وأضاف: “القاضي نفسه الذي زعزع التوازن بين السلطات في عهده اختار الآن التهديد. فبمجرد عدم التوجه نحو فئة معينة، تبدأ تهديدات الحرب الأهلية بالظهور”.
قلق على أعلى المستويات
انضم رئيس دولة الاحتلال يتسحاق هرتسوغ إلى المخاوف وأعرب عن قلقه العميق إزاء الوضع الحالي، قائلاً: “من المستحيل ألا نشعر بقلق بالغ إزاء الواقع الصعب الذي يتكشف أمام أعيننا”.
وأضاف هرتسوغ: “كما هو معلوم، صدرت مؤخرًا آلاف أوامر الاحتياط. من غير الممكن إرسال أبنائنا إلى الجبهة، وفي الوقت نفسه، قيادة تحركات مثيرة للجدل تُثير انقسامًا حادًا في صفوف الشعب”.
التوتر السياسي الداخلي في إسرائيل
يأتي التوتر السياسي الداخلي المتصاعد في إسرائيل في وقت تواجه فيه تحديات أمنية معقدة، عقب انهيار المفاوضات مع حماس واستئناف القتال في غزة منذ الثلاثاء الماضي.