لليوم الثالث على التوالي، واصل الشعب التركي ، اليوم الجمعة 21 مارس 2025، احتجاجاته في “ساراش خانه” في إسطنبول، وهو المكان الذي شهد تجمعات كبيرة بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، صباح يوم 19 مارس.
يأتي هذا في وقت حساس تشهد فيه المدينة احتقانًا سياسيًا وشعبيًا على خلفية اعتقال إمام أوغلو، وهو من أبرز قياديي المعارضة التركية. وتزامنًا مع ذلك، تتصاعد الاحتجاجات الطلابية الداعمة له أمام جامعة إسطنبول، مع إعلان الطلاب عن مقاطعتهم للامتحانات والدروس في تحدي واضح لقرار السلطات.

الاحتجاجات في ساراش خانه:
في اليوم الثالث من الاحتجاجات، توافد عشرات الآلاف من المواطنين إلى ساحة “ساراش خانه” في إسطنبول، حيث نظم حزب الشعب الجمهوري تجمعًا حاشدًا دعماً لرئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو. وكان زعيم الحزب، أوزغور أوزيل، قد ألقى كلمة أمام الحشد، التي حملت نبرة تحدٍ للأحداث الجارية في البلاد. وقال أوزيل في خطابه: “إذا أزعجونا غدًا، فسنكون في تقسيم”، في إشارة إلى تصعيد الاحتجاجات والتوجه نحو ميدان تقسيم الشهير إذا استمرت محاولات القمع من قبل الحكومة.

اعتقال أكرم إمام أوغلو:
تم اعتقال أكرم إمام أوغلو في عملية مفاجئة صباح يوم 19 مارس، حيث داهمت الشرطة منزله وأخذته في مداهمة استهدفت التحقيقات التي تم فتحها بشأن قضايا “الإرهاب” و”الفساد”. وقد أثيرت العديد من التساؤلات حول خلفية الاعتقال والاتهامات الموجهة إليه، خاصة في وقت تشهد فيه البلاد حالة من الاستقطاب السياسي الحاد. وعلى إثر الاعتقال، أدلى إمام أوغلو بتصريحات لأول مرة، حيث تم سؤاله عن إمكانية الاستفادة من “أحكام التوبة الفعالة” التي قد تسهم في تخفيف العقوبة.

الاحتجاجات الطلابية:
في وقت لاحق، انطلقت احتجاجات حاشدة من قبل الطلاب في جامعة إسطنبول دعمًا لإمام أوغلو. قام الطلاب بمقاطعة الامتحانات، وتوالت الدعوات لمقاطعة الدروس اعتبارًا من يوم الاثنين، ما يزيد من تعقيد الوضع في الشارع التركي. تتواصل الاحتجاجات الطلابية في اليوم الثالث، حيث استمرت حملة التضامن مع إمام أوغلو بعدما تم إلغاء شهادته، وهو ما أثار موجة من الاحتقان في صفوف الطلاب الذين يرون في هذه الإجراءات تصعيدًا غير مبرر من قبل الحكومة ضد الأصوات المعارضة.
الاحتجاجات المستمرة وتنوع المشاركين:
وبالإضافة إلى أعضاء حزب الشعب الجمهوري، شاركت في الاحتجاجات أحزاب المعارضة الأخرى والنقابات، بما في ذلك حزب المساواة والديمقراطية الشعبي (DEM) وحزب العمال التركي (TİP)، الذين احتشدوا في ساحة “ساراش خانه”. كما وصل طلاب الجامعة إلى الساحة بعد احتجاجاتهم في بايزيد، ليرتفع بذلك عدد المشاركين إلى أعداد ضخمة.

تصريحات أوزغور أوزيل:
ألقى زعيم حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، كلمة في الاحتشاد الجماهيري في ساراش خانه مساء اليوم. هاجم أوزيل رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، قائلًا: “يا طيب أردوغان، في صباح اليوم الذي حاولت فيه تنفيذ انقلاب 19 مارس، حظرت المظاهرات والمسيرات في إسطنبول لمدة خمسة أيام، وقلت: ‘سيتم تفريق أولئك الذين يحاولون ذلك’… سيد طيب، كان هناك 120 ألف شخص في هذه الساحة في الليلة الأولى، وقلتم ‘لا يوجد غد’، وكان هناك 160 ألف شخص في هذه الساحة الليلة الماضية.”