كوريا الشمالية تختبر صاروخاً دفاعياً جوياً جديداً وتعزز قدراتها العسكرية
أعلنت كوريا الشمالية عن اختبارها الناجح لصاروخ “بيولجي-1-2” الجديد للدفاع الجوي المضاد للطائرات، في إطار سلسلة من التجارب الصاروخية التي تجريها البلاد لتعزيز قدراتها العسكرية. وتأتي هذه الاختبارات وسط تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية وبعد أن استخدمت روسيا حق النقض لإنهاء النظام الأممي لمراقبة العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ. كما أجرت كوريا الشمالية بالتزامن اختباراً لرأس حربي كبير مصمم لصواريخ كروز استراتيجية، مما يعكس استمرار جهودها لتطوير ترسانتها العسكرية رغم العقوبات الدولية.
التفاصيل التقنية للاختبارات الصاروخية
صاروخ “بيولجي-1-2” المضاد للطائرات
أفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية بأن بيونغ يانغ اختبرت إطلاق صاروخ “بيولجي-1-2” الجديد للدفاع الجوي، حيث تم إجراء الاختبار في البحر الأصفر (المعروف أيضاً باسم البحر الغربي لكوريا). وتشير كلمة “بيولجي” في اللغة الكورية إلى “نجم” أو “سهم ناري”، مما يعكس طبيعة هذا الصاروخ الدفاعي الهجومي. وقد أجرت الاختبارات المديرية العامة لعلوم الصواريخ في جمهورية كوريا الشمالية، وفقاً للبيانات الرسمية.
وأكدت الوكالة الكورية الشمالية أن الهدف المطلوب من الاختبار قد تحقق بنجاح، موضحةً أن هذه الاختبارات تندرج ضمن الأنشطة المنتظمة للمديرية العامة للصواريخ ومعاهد أبحاث الدفاع التابعة لها. وتهدف هذه التجارب إلى تطوير تكنولوجيا أنظمة الأسلحة الجديدة بشكل كبير، بما في ذلك تعزيز القدرات التكتيكية والفنية والتحكم في هذه المنظومات الدفاعية.
اختبار الرأس الحربي لصاروخ كروز “هواسال-1 را-3”
بالتزامن مع اختبار الصاروخ المضاد للطائرات، أجرت كوريا الشمالية اختباراً لقوة الرأس الحربي الكبير لصاروخ كروز “هواسال-1 را-3”. ووصفت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية هذا الرأس الحربي بأنه “كبير جداً” ومصمم خصيصاً لصاروخ كروز استراتيجي. وتعني كلمة “هواسال” في اللغة الكورية “السهم”، مما يعكس الطبيعة الهجومية لهذا النوع من الصواريخ.
وقد رصد الجيش الكوري الجنوبي “عدة صواريخ كروز وصواريخ أرض-جو” أطلقت باتجاه البحر الأصفر حوالي الساعة 3:30 من بعد ظهر يوم الجمعة (6:30 بتوقيت غرينيتش). ويأتي هذا ضمن سلسلة اختبارات متكررة لصواريخ كروز أجرتها كوريا الشمالية منذ بداية عام 2024.
توقيت حساس بعد إلغاء نظام مراقبة العقوبات
تأتي هذه الاختبارات في وقت حساس، بعدما استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في آذار/مارس لتعطيل تجديد تفويض لجنة الخبراء المكلفة بمراقبة تطبيق العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية بسبب برامجها النووية وبرامجها للأسلحة. وقد أثار هذا التطور مخاوف دولية من أن تستغل بيونغ يانغ هذه الفرصة لتكثيف أنشطتها العسكرية دون رقابة دولية فعالة.
ورغم أن وكالة الأنباء الكورية الشمالية أشارت إلى أن هذه التجارب لا علاقة لها بالوضع في المنطقة، فإن محللين يحذرون من احتمال أن تقوم كوريا الشمالية باختبار صواريخ كروز قبل إرسالها إلى روسيا لتستخدمها الأخيرة في أوكرانيا. وتأتي هذه المخاوف في ظل تقارير من واشنطن وسيول تفيد بأن حكومة كيم جونغ أون صدّرت أسلحة إلى موسكو، بالرغم من العقوبات الأممية التي تحظر ذلك.
تصريحات الزعيم الكوري الشمالي حول الاستعداد للحرب
كشفت وكالة الأنباء المركزية الكورية في وقت سابق أن زعيم البلاد كيم جونغ أون، خلال زيارته لمؤسسة تعليمية عسكرية “بجامعة كيم جونغ إيل للجيش والسياسة”، تحدث عن “الوضع الدولي المعقد”، وأكد أن كوريا الشمالية “يجب أن تكون أكثر حزماً واستعداداً للحرب”. وتعكس هذه التصريحات نهجاً متشدداً من قبل القيادة الكورية الشمالية تجاه العلاقات الدولية والإقليمية.
وفي تطور لافت هذا العام، أعلنت كوريا الشمالية المسلحة نووياً أن كوريا الجنوبية هي “العدو الرئيسي” لها، وقد تخلت عن الوكالات المخصصة لإعادة التوحيد والتواصل بين الكوريتين. ويشير هذا التحول في الخطاب الرسمي إلى تدهور متسارع في العلاقات بين الجارتين وإلى نهج أكثر عدائية من قبل بيونغ يانغ.
موقف كوريا الجنوبية
أعلن الجيش الكوري الجنوبي أنه يراقب “عن كثب” الأنشطة العسكرية في الشمال، وحذر من أنه في حال أقدمت بيونغ يانغ على “الاستفزاز، فسوف ننزل بها عقاباً قاسياً وحازماً”. ويعكس هذا الموقف تصاعد حدة التوتر بين الكوريتين، خاصة بعد إعلان كوريا الشمالية عن كوريا الجنوبية كعدو رئيسي.
وقد أصبحت سيول أكثر حذراً من التحركات العسكرية لجارتها الشمالية، خاصة في ظل التقارب الروسي-الكوري الشمالي وما قد يمثله ذلك من دعم تقني وعسكري لبرامج التسلح في بيونغ يانغ.