استعادة الجيش السوداني السيطرة على مقر السفارة المصرية في الخرطوم
استعاد الجيش السوداني السيطرة على مقر السفارة المصرية في شارع الجمهورية بالخرطوم، بعد انهيار دفاعات مليشيا الدعم السريع التي كانت تسيطر على المنطقة. وتأتي هذه الخطوة في سياق تقدم عسكري متسارع يشهده محور غرب الخرطوم، حيث يواصل الجيش السوداني توسيع سيطرته على مناطق استراتيجية في العاصمة بعد تغيير تكتيكاته العسكرية للتعامل مع حرب المدن، وذلك في اليوم 706 من الصراع المستمر مع قوات الدعم السريع.
استعادة السفارة وتوسع العمليات العسكرية في العاصمة
استعاد الجيش السوداني مقر السفارة المصرية في شارع الجمهورية بالخرطوم ضمن عملية عسكرية واسعة النطاق تستهدف استعادة السيطرة على المؤسسات الحكومية والمقار الدبلوماسية في العاصمة. وقد تمكنت قوات الجيش السوداني من تحرير السفارة بعد وقت وجيز من سيطرتها على كامل مباني جامعة النيلين المجاورة.
وتعتبر هذه الخطوة ذات أهمية رمزية كبيرة لما تمثله من استعادة للشرعية الدولية وتأمين المقار الدبلوماسية الأجنبية. واصل الجيش السوداني تمدده في مناطق غرب الخرطوم بعد انهيار دفاعات قوات الدعم السريع في مواجهة كثافة نيران القوات المهاجمة. وأظهرت تقارير ميدانية أن الجيش السوداني استطاع توسيع نطاق سيطرته لتشمل مناطق جديدة غرب القصر الجمهوري، مما يعزز موقفه العسكري في وسط العاصمة. وبحسب بيان صادر عن الناطق الرسمي للجيش السوداني، فإن هذه المناطق أصبحت الآن تحت السيطرة الكاملة للقوات المسلحة.
رسالة الجيش السوداني إلى مصر
في خطوة لافتة، حرص جنود من الجيش السوداني يتقدمهم ضابط برتبة عقيد على بث مقطع فيديو من أمام مقر السفارة المصرية فور تحريرها، موجهين رسالة شكر وتقدير لجمهورية مصر العربية. وقال الجنود: “كل الشكر لمصر على الوقوف مع الشعب المصري، واستقبال السودانيين في مصر، مصر يا أخت بلادي، مصر والسودان شعب واحد مصير واحد”.
وتأتي هذه الرسالة في إطار العلاقات التاريخية بين البلدين وتقديراً للموقف المصري تجاه الأزمة السودانية. وقد وصف الجنود في رسالتهم عملية تحرير السفارة بأنها “تحرير السفارة المصرية بالخرطوم من دنس الجنجويد”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع التي كانت تسيطر على المنطقة. وتعكس هذه العبارة حجم التوتر بين الطرفين المتصارعين والمصطلحات التي يستخدمها كل طرف لوصف خصمه.
تغيير استراتيجية الجيش وتأثيرها على سير المعارك
يبدو أن التقدم الميداني للجيش السوداني يأتي نتيجة تغيير جوهري في استراتيجيته القتالية للتعامل مع طبيعة الصراع الحالي. فخلال الأشهر الأولى من الحرب، كان الجيش يتعامل مع المعارك بأسلوب تقليدي كقوة عسكرية نظامية، لكنه غير تكتيكاته ليتكيف مع متطلبات حرب المدن.
أصبحت قوات الجيش تعتمد بشكل أكبر على التحرك سيرًا على الأقدام بين المواقع المختلفة داخل المدن، كما تقطع مسافات طويلة سيرًا بين المدن والقرى في بعض الأحيان. وقد أثر هذا التغيير في التكتيك بصورة كبيرة على سير المعارك وزاد من فعالية العمليات العسكرية للجيش. وتظهر النتائج الحالية على الأرض مدى نجاح هذه الاستراتيجية الجديدة في تحقيق تقدم ملموس.